بلاغ في ظرفية تتسم بالردة الحقوقية والتراجع عن المكتسبات ،يعيش ضحايا ماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وضعية صعبة ، حيث سئموا من الإنتظارية والتلكؤ والمماطلة التي ووجهوا بها من طرف الدولة المغربية،من خلال مجلسها الوطني وحكومتها الحالية. فقي الوقت الذي ينوي فيه المجلس الوطني رفع تقريره النهائي في شأن الطي النهائي لملف ماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، نجد أن شريحة من ضحايا سنوات الرصاص والمعتقلين السياسيين السابقين ،لازالت تنتظر تنفيد ما حملته إليهم مقرراتهم التحكيمية من توصيات ، أوصت بها هيئة الإنصاف والمصالحة. *هناك من لازال ينتظر تنفيد توصية التسوية المالية والإدارية ، * " " " " " " التأهيل الصحي والمرافقة النفسية ، * " " " " " " الإدماج الإجتماعي ، * " " " " " " عدم التكرارعبرالإجراءات والأليات الدستورية والقانونية، * بل ثمة مجموعة أهرمومو لازالت قضيتهم تراوح مكانها ، *أضف إلى ذالك أن موضوع الكشف عن حقيقة الإختطاف والاختفاء القسريين لازالت لم تنجلي * هناك أيضا من لازال ينتظر اعتذار الدولة عن الفضاعات التي ارتكبتها فيحق معتقلين سياسيين سابقين وضحايا إبان سنوات الرضاض ، * ثم أيصا هناك جلادون ومسؤولون عن الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لازالوا يمثلون الدولة بالأجهزة وجب على الأقل تسريحهم إن لم يسائلوا عن جرائمهم ، كحد أدنى من شأنه أن يفتح باب المصالحة الحقيقية مع ماضي الإنتهاكات الجسيمة * بل هناك من هم معتصمون ولأكثر من سنة أمام ردهات المجلس الوطني لحقوق الإنسان فقط بدعوى أنهم "خارج الأجال" رغم أن هؤلاء عندما كانوا تحت طائلة التنكيل والتعذيب لم يكن هناك أجل يذكر ..... *ناهيك عن منطق الكيل بمكيالين الذي مورس من طرف المجلس الوطني والحكومة الحالية في التعاطي مع بعض الملفات دون غيرها من الملفات ، رغم وحدة المعايير والمقاييس المتخذة من طرف هيئة الإنصاف والمصالحة . في ظل هذه الوضعية الملتبسة والموشومة بالضبابية والإرتجالية، بل والإنتقائية والمحسوبية وحتى الزبونية سواء من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان أو من طرف الحكومة الحالية، تترائى بعض التحركات الغير البريئة والتي تسعى إلى جعل المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف يصير مجرد ملحقة شبه رسمية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، حتى يتأتى للمجلس تسييد المقاربة الرسمية للطي القسري لملف ماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. إن المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف مستهدف منذ محطة الموتمر الثالثة والتي مرت تحت شعار "مامفاكينش" إلا أن رفاقا لنا وحسبناهم أطرا قياديين لم يصمدوا أمام المنطق الإنتفاعي المصلحي الصرف ،عملوا على تقويض مسؤولية المنتدى حتى أن البعض منهم أصبح ناطقا بإسم الدولة وبلسان المجلس الوطني لحقوق الإنسان . بيننا وبين صحة ما نستشفه ، محطة المؤتمر الخامس والذي يبدو أن التهييئ له إنطلق بتشكيل اللجن ، أنداك سيتبين بالملموس ما مدى جدية الإخوة الرفاق في المكتب التنفيدي وبالمجلس الوطني للمنتدى في الحفاظ على المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف كإطار وحدوي ،يشكل قوة نضالية و اقتراحية وجهاز مدافع عن الضحايا والمعتقلين السياسيين السابقين لماضي الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ؟ لنا لقاء غدا ، لنرى هل نحن قادرون على إعادة الوهج لإطارنا المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بوضوح الإستراتيجية والبرنامج النضالي وإعادة اللحمة أم أن المنتدى سيبقى يتاكل إلى أن يتم نعيه إلى مثواه الأخيرمن طرف الإنتهازية اللاهثة و المتآمرة خدمة لمصالحة الجلادين المغشوشة و المفروضة و ضدا على الحقوق الثابتة و الغير القابلة للتصرف لضحايا عقود من القمع الرهيب ؟ عن لجنة الإعلام والتواصل المنبثقة عن فروع المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف الخميس 19 ماي 2016