تفعيلا لبرنامجها الثقافي الوطني موسم 2016، جمعية الشعلة للتربية والثقافة، تجدد أسئلتها حول المشهد الثقافي المغربي في علاقته بالتحولات المجتمعية العميقة والمتسارعة، وما تفرزه من تداعيات وتمظهرات وسلوكات اجتماعية، وتعقب النكوصات الثقافية والفكرية،بتنظيم ندوة وطنية بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة، وذلك يوم الثلاثاء10 ماي 2016 ابتداء من الساعة الخامسة مساء، بحضور مجموعة من الأساتذة الباحثين والمهتمين وذلك من أجل مقاربة موضوع: " السؤال الثقافي بمغرب اليوم " بمشاركة الأساتذة: · ذ حسن نجمي · ذ ادريس بنسعيد · ذ عبد الله الحمودي ويدير هذه الندوة الوطنية ذ عبد المقصود راشدي، الرئيس المؤسس لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، التي تندرج ضمن سلسلة من الندوات والملتقيات الوطنية التي تنظمها الجمعية خلال موسم 2016، بهدف مقاربة عدد من القضايا الفكرية والثقافية و السياسية الراهنة ومختلف القضايا التي تهم المجتمع المدني والحركة الجمعوية المغربية والإسهام في تنشيط الحقل الثقافي والفكري. المكتب الوطني "السؤال الثقافي بمغرب اليوم" تستعد جمعية الشعلة للتربية والثقافة تنظيم ندوة وطنية في محور :" السؤال الثقافي بمغرب اليوم" بالمكتبة الوطنية يوم الثلاثاء 10 ماي 2016 . ويأتي تنظيم هذه الندوة سعيا من الشعلة لتجديد أسئلتها حول المشهد الثقافي المغربي في علاقته بالتحولات المجتمعية العميقة والمتسارعة، وما تفرزه من تداعيات وتمظهرات وسلوكات اجتماعية، وتعقب النكوصات الثقافية والفكرية، وبالتالي الدعوة للمساهمة في النقاش العمومي لرصد ومتابعة المنتوج الثقافي المغربي ومدى إسهاماته الراهنة في عملية التنمية الشاملة ؟. لقد ظل المغرب ولعدة عقود يراوح مكانه في امتلاك مشروع ثقافي وطني ومحاولة بناء إستراتيجية واضحة المعالم، تروم عملية التحديث الثقافي للبنيات الاجتماعية والسياسية. غير أن الواقع المعاش يجعل الشأن الثقافي بالرغم من بعض المجهودات يراوح مكانه، ولعل الحفاظ على البنيات الثقافية التقليدية في التوجهات العامة للدولة، يبرز أن الميزانيات المرصودة لقطاع الثقافة بالمقارنة مع قطاعات أخرى يؤكد غياب الإرادة السياسية الحقيقية للنهوض بالشأن الثقافي كبرامج و كبنيات تحتية ثقافية لتجاوز الخصاص المسجل على المستوى المجالي والترابي في عدد المكتبات والمسارح والمتاحف والمعاهد الموسيقية و دور السينما ... وفي قراءة أولية لمشهدنا الثقافي اليوم يتجلى التراجع المهول والخطير للفعل الثقافي بكل تعبيراته اللغوية والفكرية والفنية.ومن المؤشرات المقلقة لهذا الواقع تراجع نسبة القراءة، وترويج الكتاب والصحف و المجلات، وضعف الإنتاج التلفزي والإذاعي، فضلا عن تقليص دور المثقف المغربي في تدعيم الفكر النقدي و التأطير النظري العمومي، كوسيط للمتلقي، وللتسويق الايجابي للأفكار والرؤى المبدعة... ان جمعية الشعلة بصفتها مؤسسة تربوية ثقافية مدنية، ومكونا من مكونات الحقل الثقافي المغربي، وحاضنة لمشروع ثقافي تربوي حداثي ، واعية كل الوعي بالتحديات الكبرى التي تواجه المجتمع بصفة عامة، وقطاع الطفولة والشباب المغيب من المجال الفكري بصفة خاصة، علما أنه يشكل القاعدة الواسعة للهرم السكاني المغربي اضافة الى مفعول التأثيرات القوية التي تواكب الثورة الرقمية والانفتاح الإعلامي وأثرهما على المستوى السلوكي وانتاج القيم، فضلا عن بروز ميولات فكرية محافظة تستهوي العديد من الشباب ... ومن هذا المنطلق ما فتئت الشعلة تدعو لرد الاعتبار للعمل الثقافي و جعل الثقافة قاطرة لأي تنمية شاملة، من خلال تشجيع الإبداع، وتحفيز المبدعين، ودمقرطة الولوج إلى الخدمات الثقافية وجعلها متاحة لكل الشرائح الاجتماعية، ودعم الجمعيات الثقافية، ونهج سياسة القرب في التدبير الثقافي وتثمين كل الجهود الرامية الى خلق دينامية ثقافية في المجتمع من خلال تفعيل المؤسسات ذات الصلة بالثقافة والتربية . ولعل هذه الدينامية قد تساهم في توفير شروط حقيقية، لضمان بروز جيل جديد من المثقفين يعمل على تراكم الاجتهادات المتنوعة، ويرسخ البعد الثقافي ويجعله أساسيا لأية تنمية حقيقية. لذلك نود في إطار هذه الندوة كجمعية منظمة ، توسيع النقاش و التساؤل مع المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء عن: · ماهي طبيعة قراءتنا اليوم للسؤال الثقافي ببلادنا؟ · ماهي الصيغ والآليات لتدعيم الفعل الثقافي والمثقف في مغرب اليوم، في ظل تنامي التصورات الفكرية المحلية الهوياتية، وضرورة الانفتاح والالتقائية مع الثقافة الكونية ؟ · كيفية تثمين التعبيرات الثقافية واللغوية والإبداعية والفكرية كرأسمال رمزي، وفي ظل اكتساح أنماط العولمة الثقافية، وآثارها على الديناميات الثقافية المحلية من أجل الحفاظ على هوية وثقافات الشعوب؟ · ماهي الحاجة إلى استراتيجيات مندمجة لجعل التقدم التكنولوجي والرقمي في خدمة عملية التحويل الاجتماعي والثقافي تدعيما لعمقنا الحضاري والثقافي ؟ · اضحى الوضع الثقافي يتسم بالهشاشة والاختراق، بفعل تنامي نماذج الثقافة التقليدية المشبعة بالتطرف والكراهية على الحوار وحرية الأفكار والاختيار والانفتاح،. مما يطرح على المثقف والمؤسسات الثقافية والتربوية اليوم الدعوة للتأمل وإعادة النظر في الأطر المرجعية المساعدة على مقاومة هذه الهشاشة في الفعل الثقافي . وختاما نأمل من وراء هذا النوع من المبادرات التي تتبناها الشعلة " من خلال شعبتها الثقافية" المساهمة إلى جانب كل المؤسسات والجهات المعنية بالشأن الثقافي الوطني لإعادة الاعتبار للسؤال الثقافي عبر الانعثاق من مختلف سلطات المنع والحرمان التي تسيج المبادرات الخلاقة الرامية لبناء دعائم صلبة لهوية ثقافية متجددة و منفتحة مشبعة بقيم الحداثة والعقلانية..