نظمت جمعية شباب فوغال للتنمية، برحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية بني ملال، السبت 23 ماي 2015، يوما دراسيا في موضوع المقاربة التشاركية تحت شعار "ثقافة تواصل تفعيل ولاية أمن جهة تادلة أزيلال نموذجا"، في إطار ترسيخ المقاربة التشاركية بين الامن الوطني و المجتمع المدني. من خلال مداخلة السيد يوسف البحي رئيس الخلية الولائية للتواصل بولاية أمن بني ملال تحت عنوان : "تطور مفهوم الأمن والمنظور الجديد للشرطة" تطرق فيها إلى مراحل تطور مفهوم الأمن من مرحلة التجمعات البشرية البدائية وظهور شرطة أوريك سنة 3500 سنة قبل الميلاد كأول نموذج للشرطة في تاريخ البشرية إلى العصور الحديثة مستعرضا ما عرفه هذا الجهاز من تغييرات مرورا بمختلف المدارس في علم الجريمة والعقوبة كالمدرسة التقليدية والمدرسة الوضعية التي قامت على أنقاضها وأيضا مدرسة الدفاع الإجتماعي إلى أن وصل الأمن إلى مفهومه الحديث الشاسع والذي يقتضي مقاربة شمولية وتشاركية لتحقيقه، مبرزا أن مفاهيم الشرطة المجتمعية وشرطة القرب وسياق ظهورهما في الولاياتالمتحدة وأوروبا وكدلك إلى السياق الذي عرفت فيه الشرطة المغربية تغيراتها الجذرية والتي ربطها بالدعوة إلى المفهوم الجديد للسلطة الذي نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب 12 أكتوبر 1999 في الدارالبيضاء عندما استعرض جلالته أما مسؤولي الولايات والجهات والعمالات بالمغرب الخطوط العريضة للمبادئ الجديدة لرعاية الشؤون العامة والمصالح المحلية وتدبير الإدارات العمومية بالمغرب، وفي هذا السياق استعرض ممثل ولاية أمن بني ملال مراحل تنزيل جهاز المديرية العامة للأمن الوطني هذه المفاهيم الحديثة للأمن على أرض الواقع. وقد اعتبر بوشعيب زيات أستاذ القانون والعلوم السياسية بالكلية المتعددة التخصصات ببني ملال، أن الأمن عرف اهتمام كبير من طرف الباحتين و المسؤولين و المواطنين في المجتمعات المعاصرة لارتباطه بالحياة اليومية بما يوفره من طمأنينة النفوس وسلامة المعاملات، من خلال محورين، الأول يتعلق بتبيان علاقة الأمن بالمجتمع المدني من خلال ارتباط عضو وآخر وظيفي، والثاني يرتبط بتطور علاقة الأمن بالمجتمع المدني. ورصد ذلك تاريخيا من خلال محطتين، الأولى تحيل على التنافر و التباعد،والثانية تتميزبالانفتاح والتصالح، بتحول داخل أجهزة الأمن إلى تبني مقاربة جديدة ،حيت اصبح ينظر الى الامن كشريك فعال كباقي الشركاء الاجتماعين الاخرين. من جانبه الأستاذ ع العزيز القسمي تدخل في محور "القيم الدينية ودورها في تثبيت الأمن"، وأبرز العلاقة الوثيقة بين التربية الدينية والتربية الأمنية، لأن الأمن يتأسس على فكر واع وخلق حميد، ينبغي التعاون على بثه في المجتمع، ليصير سلوكا وطنيا، يقدم نموذجا لمجتمع آمن بفكره وسلوكه. أكد في مداخلة بعنوان "الأمن والمجتمع المدني"، إلى تعريف المفهوم وسطر آليات جعل المجتمع المدني فاعلا من خلال جملة من المبادئ، منهامبدأ التطوعية ومبدأ الاستقلالية عن الدولة ، ومبدأ خدمة المصلحة العامة، بعدم السعي للوصول إلى السلطة، أي أن أنشطة وأهداف المجتمع المدني لا يكون الغرض منها الوصول إلى تبوأ مقاليد السلطة، وعدم اللجوء إلى العنف : تقوم منظمات المجتمع المدني بالاحتجاج السلمي على السياسات التي تتبعها السلطات العمومية في مجال ما، أو في مواجهة إحدى الظواهر السلبية في المجتمع، وتمارس ضغوطاتها عليها لتحقيق فوائد للمجتمع ، ومكتسبات للشرائح الاجتماعية التي تدافع عن مصالحها، فهي لا تنهج في سبيل ذلك إلا الوسائل السلمية المتحضرة ، والمتمثلة في رفع المطالب، وإبداء الملاحظات، والحوار مع الجهات المعنية، واستعمال وسائل الإعلام والاتصال لتوضيح مواقفها، كما تلجأ إلى التظاهر السلمي إن اقتضى الأمر لذلك؛ ولا تلتجئ مطلقا إلى استعمال العنف. وفي المقابل تحدث زايد خربوش رئيس جمعية الحراس الليليين عن المضايقات التي يتعرض لها الحراس قبل تأسيسهم للجمعية من طرف رجال الأمن الوطني مشيرا إلى عدم احترام سرية المعلومة التي يبلغ بها الحارس ، وتأخر رجال الامن عن الحضور رغم تبليغهم ،وتحميلهم المسؤولية للحارس وجعله شاهد للقضية و تقديمه لوكيل الملك مما ينتج عنه تخوف الحراس من رجال الأمن، لكن بعد تأسيس الجمعية و التنسيق بيننا و بين الأمن الوطني ببني ملال استطعنا عقد 21 لقاء رسمي مع رجال الامن الوطني بمختلف مستوياتهم ،حققنا من خلاله مجموعة من النتائج منها إعادة الاعتبار للحارس الليلي و احترام سرية التبليغ وكدا حماية الحارس من المواطنين الذين لا يدفعون المقابل يقول زايد خربوش.