مرة أخرى ، يعود شبح الإنفلات الأمني ليخيّم من جديد على جماعات قروية بإقليم الفقيه بن صالح ،، حيث بات عاديا أن يسمع الناس بين الفينة والأخرى، حدوث فعل سرقة أو ضرب أو محاولة ابتزاز أو حدوث عمل مشين يهمّ ترويج مخدرات أو لحوم فاسدة او جريمة بناء عشوائي.. ومع اجترار هذه الأحداث يوميا، يمسي السؤال لدى عامة الناس عن وظيفة مراكز الدرك الملكي بالإقليم دون جدوى، ويمسي القلق كابوسا يُؤرّق الساكنة يوميا ، خصوصا بعد توالي أحداث خطيرة بدأت شرارتها بعملية قتل بمدينة سوق السبت وأخرى بدوار الخلالطة، وبعد محاولات عدة، لعصابات الفراقشية التي كانت تستهدفت "كسيبة الفلاح " أي منتوجه الرئيسي من تربية المواشي والأبقار أو قل بعبارة أصح المحاولات البئيسة والاجرامية التي استهدفت استقراره وأمن عائلته. هذا دون الحديث عن استفحال المخدرات وانتشارها بأماكن محددة يعرفها بطبيعة الحال الكل بإستثناء جزء بسيط من هذه الأجهزة الأمنية وأعوانها على ما نعتقد. وعليه نسجل أنه ليس من سخرية الأقدار، أن تربط الساكنة بين نهر أم الربيع ببعده التاريخي، كمنبع للحياة والوفرة والخصوبة، ونهر ام الربيع الحالي باعتباره مصدرا للثلوت والتعفن، بعدما اصبح يُنتج بدل الماء الطبيعي ماء مُسّكرا هو "ماء ماحيا" ، ماء الويلات والأحداث المميتة ،حيث الكل أمسى مُتيقنا أنه على امتداده بالإقليم، تتواجد نقطا سوداء لصناع هذا المنتوج أمام مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية. والآن، ومع استمرار هذه الأحداث الى حدود يوم 16 ماي ، يوم الإحتفاء بذكرى تأسيس الأمن الوطني، من خلال حدثين مُهمّين الأول يهمّ سرقة حوالي 8 ملايين سنتيم من منزل تاجر بأولاد علي الواد، والآخر يتعلق بترويج كمية من اللحوم الفاسدة بالسوق الأسبوعي لمدينة سوق السبت، مصدرها جماعة أولاد ناصر القروية، حسب ما افادت به أولى تحريات رجال الأمن بمفوضية الشرطة بسوق السبت التي تمكنت من ضبط بعض المتهمين في العمليتين، أقول الآن يُمسي القلق فعلا ملموسا ،لا يمس جوهر هذه الأحداث فقط، انما ايضا أسباب حدوثها وانتشارها والجهات التي تتستر عن وقوعها، وهو التساؤل ذاته الذي يستمد شرعيته من آخر مشهد إجرامي لعصابة الفراقشية الذي قضوا نحبهم بنهر ام الربيع قبل ان تطالهم أيدي عناصر الدرك الملكي بدار ولد زيدوح وحد بوموسى ، الذين باتوا يُتقنون لغة البرّاح والتحْياح لا غير، مما فتح المجال على مصراعيه لإنتعاش هذه الأفعال في غياب برنامج جريء للحد من الجريمة. وحتى لايبدو القول تحاملا على هذه العناصر الأمنية ، يكفي ان نذكر، لعل الذكرى تنفع الغاضبين، على انه بدوار اولاد فرج بجماعة اولاد ناصر، الذي لايبعد الا بأمتار قليلة عن أعين السلطة وأعوانها ، يتحدث السكان جهرا عن وجود دُور للدبيحة السرية ، وعلى جنبات نهر أم الربيع بمناطق تابعة لعناصر بنسليمان ، تفوح، ومن على بعد أمتار كثيرة ، رائحة "الخميرة" التي تستعمل لصناعة ماء الحياة ، دون ادنى مراقبة ، اللهم حملة يتيمة ،كانت قد حجزت خلالها عناصر الدرك الملكي بسوق السبت كميات لا يستهان بها من الشريحة المُخمرة، وحوالي 200 لتر ،وغير هذا ،لازال صناع ماء الحياة ، يصنعون حيوات على مقاسهم والضحايا شباب في مقتبل العمر!