نظمت جمعية أحمد الحنصالي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة تادلة أزيلال ومؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة بمدينة أزيلال يوم السبت 5 أبريل الجاري يوما دراسيا حول موضوع : "المغرب وفرنسا، تاريخ عسكري مشترك، تادلة أزيلال نموذجا". ويهدف هذا اليوم الدراسي إلى تمثين العلاقات الثقافية بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، وكذلك التذكير بمشاركة المغاربة في الحربين العالميتين، مع إبراز دور جهة تادلة أزيلال ومساهمتها في هذين الحدثين التاريخيين الكبيرين. كما هو مناسبة للتعريف بالتراث البشري وانخراط رجالاتها في قضايا البلاد وتثمين أعمال قدماء محاربيها الذين ساهموا في صنع نصر الحلفاء، وفرصة لمساءلة التاريخ من أجل تحيين الذاكرة وتفعيلها في الواقع الراهن. وقد شارك في هذا اللقاء ثلة من الأساتذة والباحثين والمؤرخين المرموقين، يتقدمهم مؤرخ المملكة الأستاذ عبد الحق المريني والذي تميزت مداخلته التي كانت تحت عنوان: "نداء المغفور له سيدي محمد بن يوسف 1939" بالإشارة إلى مشاركة المغاربة في الحربين العالميتين، بعدما قرر السلطان محمد بن يوسف أن يكون إلى جانب فرنسا الحرة ويمدها بثروة بشرية هائلة ويزودها بالشعير والذرة والقطاني والفواكه الجافة... بعدما أعلن الحرب على ألمانيا الفاشية. استهل هذا اليوم الدراسي بكلمة ترحيبية من طرف كل من: خلا السعيدي رئيس المجلس الإقليمي والسيد صالح حمزاوي رئيس المجلس الجهوي والذي أشار في كلمته إلى المشاريع الكبرى والإستراتيجية كالطريق السيار والمطار وقطب الصناعات الغذائية... التي ساهمت في فك العزلة عن هذه الجهة الغنية بمواردها البشرية ومعطياتها الطبيعية وسهولها الشاسعة والخصبة... والسيدة بهيجة سيمو والدكتور كمال حمدي. وقد سلطت باقي المداخلات الأضواء على الصفحات المشرقة من التاريخ العسكري المشترك بين المغرب وفرنسا والتي تمحورت مواضيعها حول :"مشاركة المغرب في الحرب العالمية الأولى من خلال الوثائق"، والتي تفضل بإلقائها الأستاذ عبدالعزيز تيلاني، و"أحداث الحرب في الأدب"، والذي تفضل بإلقائها الأستاذ عبدالمجيد مكايسي، و" نداء المغفور له سيدي محمد بن يوسف 1939 "، والتي ألقتها رئيسة مؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة السيدة بهيجة سيمو، و" قراءة في مساهمة تادلة أزيلال في الحربين العالميتين" ، والتي ألقاها الأستاذ المامون بوعزة، و"من زيارة كيوم الثاني لطنجة إلى خطاب المغفور له السلطان محمد الخامسة سنة 1947 ومسيرة الاستقلال ". وفي الأخير وقبل رفع برقة الولاء إلى صاحب الجلالة محمد السادس، قدم الأستاذ يحيى الخالقي عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال تقريرا مفصلا حول اليوم الدراسي. وبالموازاة مع هذه الأنشطة، تم عرض مجموعة من الصور والوثائق التي تبرز أهمية نداء السلطان مولاي يوسف للمغاربة، والجنود بساحة الوغى، وانعكاسات الحرب ونتائجها ما بين الحربين، ونداء المغفور له سيدي محمد بن يوسف، واستجابة المغاربة للنداء، ومساهمة المغاربة في صنع النصر، واعتراف وشهادات، وزيارة المغفور له السلطان محمد بن يوسف إلى باريس سنة 1945... ويهدف هذا المعرض، انطلاقا من مادة غنية تتكون من الرمزية ووثائق مكتوبة واخرى إيكونوغرافية متميزة إلى إعادة بناء ذاكرة مشتركة مع رسم المحطات والفترات الحاسمة، والتعريف بالتراث البشري لجهة تادلة أزيلال وتكريم قدماء المحاربين وتحيين الذاكرة ... تعالج الوثائق المعروضة الألبسة العسكرية والسلحة والألوية والأعلام والشارات الرمزية واليناشين... كما تم تنظيم حملة في طب العيون على مدى ثلاثة أيام، بشراكة ما بين نادي الليونس كلوب، فرع أكدال الرباط، وجمعية أحمد الحنصالي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة تادلة أزيلال، ومؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة، والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بأزيلال. حضر هذا اللقاء إلى جانب السيد صالح حمزاوي رئيس جمعية الحنصالي والسيدة بهيجة سيمو رئيسة مؤسسة صوت الجبل والسيد كمال حمدي رئيس نادي الليونس، عامل إقليمأزيلال السيد لحسن أبو لعوان والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى لكثيري، والسيد Bernard Paquellier مدير مصلحة قدماء المحاربين بالقنصلية الفرنسية بالدار البيضاء، إلى المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.