تعتبر الأنشطة المندمجة جزءا من الحياة المدرسية، إذ هي إحدى آلياتها المهمة لمحاكاة الحياة المجتمعية ونسج علاقات معها واستحضارها في الممارسة التربوية، وهي محاكاة ليست وظيفتها إعادة إنتاج الكائن من قيّم وسلوكات متواضع بشأنها، بل التأسيس لأخرى تتواءم مع الأهداف والمرامي والغايات الكبرى التي تُحدّدها الجهات الوصيّة على القطاع، في ضوء ثوابت الأمة واستشرافاتها ومشاريعها المستقبلية، وتفرضها المستجدات التربوية المستحدثة وتعمل في تكامل مع الأنشطة الفصلية، التي تقع في صلب المنهاج الدراسي، وهي تسعى إلى تكريس التعلم الذاتي والعمل التشاركي عند المتعلم وإلى تربيته على القيّم الحقوقية والديمقراطية، وتُكسِب شخصيته مناعتها وقوتها الضرورية.. كل ذلك مع استحضار عامل المتعة الناجم عن تنويع التعلمات بتغيير فضاءاتها وطرقها. كما أنها تلعب دور الأرضية التجريبية التي يمكن أن تسهم في الارتقاء بمستوى التنشيط في الفصول الدراسية ، بوصفها طرائق ديداكتيكية، حين تثبت نجاعتها. وإيمانا منها بالدور التربوي الفعال للأنشطة المندمجة ، نظمت ثانوية الكندي التأهيلية بالفقيه بن صالح يومي 28و29 مارس 2014 م. الأسبوع الثقافي الثالث تحت شعار : مؤسسة عريقة = إبداع + حصانة + تفاعل. وقد كان برنامج الأسبوع الثقافي حافلا بمجموعة من الأنشطة ، حيث افتتح الأسبوع الثقافي يوم الجمعة 28 مارس 2014 م على الساعة التاسعة صباحا باستعراض كشفي قدمته الفرقة النحاسية المشكلة من تلاميذ مؤسسة الكندي. بعدها التحق الحضور إلى قاعة الافتتاح، حيث افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلتها إحدى تلميذات المؤسسة، بعدها كانت كلمة السيد مدير المؤسسة الذي تحدث عن سياق تنظيم هذا الأسبوع والأهداف المتوخاة منه، ثم كانت كلمة للسيد رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ، وكلمة اللجنة المنظمة، وكلمة رئيس نادي الصحافة والإعلام بالمؤسسة. كما تم تقديم مجموعة من العروض الرياضية في فنون الحرب بقيادة أستاذ التربية البدنية بالمؤسسة ذ.أوفقير، وتميزت هذه العروض بحضور البطل العالمي في الكيك بوكسينغ محمد المسعودي الذي قدم رفقة مجموعته عروضا رياضية متميزة نالت إعجاب الحاضرين.وكانت مفاجأة العرض الرياضي، حضور الطفلة الموهبة والبطلة الصاعدة : هبة طيب، التي قدمت عروضا في الجمباز رفقة مدربها. ولأن مشكلة المخدرات أصبحت من أخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم أجمع ، بل وصلت إلى غزو المؤسسات التربوية، حيث أصبح العديد من التلاميذ ضحايا لهذه الآفة . وللتحسيس بمخاطرها نظمت في المساء ندوة حول آفة التدخين والمخدرات: مقاربة علمية و اجتماعية وقانونية وشرعية، أطرها متخصصون في المجال. كما نظمت بالموازاة مسابقات ثقافية تحسيسية بمخاطر تعاطي المخدرات، من خلال معرض للصور، ومجلات حائطية. كان الهدف منها تعرف التلاميذ على أضرار المخدرات، وذلك نظرا لما يعرفه الوسط الشبابي من انتشار مخيف لهذه الظاهرة الخطيرة التي عرفت اتساعا خلال السنوات الأخيرة بين الشباب خاصة داخل الوسط التلميذي بشكل ملفت. وفي اليوم الموالي وعلى الساعة التاسعة صباحا، تم تنظيم مسابقات في الشعر والزجل والمسرح، تبارى فيها التلاميذ أمام لجان التحكيم، وفوق المنصة التي نصبت لذلك وسط ساحة المدرسة، وقد أبانت هذه العروض عن مواهب متميزة، سواء على مستوى القصيدة أو الخطابة والإلقاء أو الغناء والمسرح، وكان للعرض المسرحي المعنون ب ( الشعيبية ) تفاعل كبير من طرف التلاميذ الذين حضروا بكثافة لهذه العروض رغم التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة صباحا. وفي المساء من يوم السبت كان الحفل الختامي الذي افتتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم عزف النشيد الوطني، ثم كلمة السيد مدير المؤسسة الذي أشاد بالتنظيم الجيد الذي عرفه الأسبوع الثقافي، وبالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة التربوية والثقافية من قريب أو بعيد، ووعد بأن يعمل على تنظيم هذا الأسبوع من كل سنة، لما حققه من نتائج حميدة، ثم كانت كلمة للجنة المنظمة وكلمة لرئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ الذين أشادو كلهم بنجاح هذا الأسبوع الثقافي. وفي الأخير سلمت شهادات تقديرية على الفائزين في مختلف المسابقات ، وكل المشاركين في الأسبوع الثقافي بالمؤسسة. ثم حفلة شاي على شرف الحضور.