إلى زايد صالح انتظار على شفير الطريق،تربعوا ينتظرون عودة آبائهم من السوق،يرتدون ملابس أكبر منهم وينتعلون أحذية مطاطية تضرط كلما عرقت الأقدام داخلها..وهم يأكلون الخبز الحافي بتلكؤ، انخرطوا يحصون بلذة عربات الكارو في القرية، أحصنة التبوريدة،الكلاب الشرسة،مدخني الكيف الذين يهيجون في رمضان..فجأة وقف طفل رأسه الحليق يلمع كتيمومة وصاح بملء صدره:لن يكون الفقيه رحيما بنا إذا رصدنا هنا،قد يطالبنا باستظهار سورة البقرة،فترسم قضبان الرمان في أجسامنا البضة قوس قزح! قناع في يوم خريفي شبه عاصف ،نزل بالقرية هداوي ، يلف رأسه بعقال أخضر ويلبس جلبابا قصيرا بدون كمين،يضم من كل لون طرف، ومن عنقه تتدلى قلادة لوبان أصفر..في وجوم تفرس سحنات من احتشدوا حوله ثم نزع العقال ومرغه في التراب عاقدا حاجبيه..رنا إلى السماء مغمضا عينيه وقال: يا سادة يا كرام ،اسمعوا وعوا، أنا من أرض قصية قدمت ، أكلم الحجروالشجر،آكل الأفاعي والعقارب ،أطرد النحس المنحوس..أيقن أن الرعب سرى في الصدور وحصد الركب، فثبت عينيه في الأرض ونادى : أريد كبشا أذبحه فجرا في غار جبلي، وبدمه أكتب تميمة تجلب لكم أنهارالرزق ! دنا رجل قصير القامة مكور الوجه من الهداوي وقال : ماذا لو منحناك جروا جميلا؟! سعار يقطن بيتا تقشرت حيطانه و تآكلت حواشيه السفلى . .وكم يعشق القنب الهندي ويمج السجائر،و حين يدخن غليونا، يقول:لولا عشبة " كتامة"،لفقد العالم توازنه وتعرى..ولطول ونحافة زوجته يامنة صار يناديها "حزمة القصب"ويحملها سبب "زلطه"..كلما فار الدم في عروقه يتجرد من ملابسه كما ولدته أمه وينهال عليها ضربا لئلا يجرؤ الجيران على اقتحام بيته وثنيه عن إشباع ساديته..خسر يوما لعبة الورق أكثر من مرة ، فعاد إلى منزله يغلي احتقانا كما لو أنه خسر صفقة رابحة..في حوش البيت حاصر كلبا وتمادى يهوي عليه بحزام سرواله مدة اطول إلى أن تبول "القانوع" وتغوط !