مرة أخرى أصبح جليا للشعب المغربي أن الآمال التي عقدها على حكومة السيد عبد الإله بنكيران لمحاربة الفساد آمال واهية ،ومناسبة هذا القول هو الفضيحة المدوية التي خلفتها فاتورة الشوكولاطة الشهيرة التي اقتناها وزير منتدب في الحكومة للاستهلاك العائلي ،فيما الفاتورة كتبت في إسم الوزارة التي يترأسها معالي الوزير الحركي . الحكومة وعوض أن تبادر بفتح تحقيق في الموضوع وتضع معالي الوزير رهن المساءلة القضائية في حالة تبث استغلاله للمال العام ،بادرت إلى تبرئته في بلاغ تلاه الناطق الرسمي باسمها يفيد أن الوزارة المعنية لم تدفع ثمن أي شوكولاطة،في اتهام ضمني للجهة الإعلامية التي كانت سباقة إلى نقل الخبر بالكذب الصحفي. حزب السنبلة بدوره أكد أن البحث الذي أجراه في موضوع الشوكولاطة المعروفة لم يجد شيئا،قبل أن يصدم بتراجع الوزير الكروج عن إنكاره للواقعة جملة وتفصيلا،في البدء، ومحاولته تمويه الرأي العام بأن الجهة التي لبت الطلبية هي التي تتحمل مسؤولية كتابة الفاتورة في إسم الوزارة لمجر أن من تسلم "الكوموند"هو سائق الوزارة .معالي الوزير نسي أن عذره أعظم من الزلة إذ كيف أن يسمح لنفسه بتسخير سائق وسيارة الوزارة لخدمة مآٍربه الشخصية ؟ خطورة ملف شوكولاطة الكروج لا تكمن في قيمة الفاتورة التي لا تتجاوز ثلاثة ملايين سنتيم فقط ،لأن الشعب المغربي ألف نهب أمواله بالملايير دون أن يرى أصحاب كروش الحرام وراء القضبان ،بل خطورته ،تكمن في إصرار المسؤولين على استبلاد المواطنين والضحك على ذكائهم ،ولرب ضارة نافعة ...فقد ظهر أن التماسك الحكومي في بلدنا بألف خير ،فرئيس الحكومة ليس مستعدا للتفريط في أي عضو من الحكومة ،ولو على مصداقية هذه الأخيرة التي ضرب بها عبر الحائط ... حكومة تحترم نفسها ومواطنيها كانت ستطالب بتطبيق القانون في حق أي من أعضائها يستبيح أموال دافعي الضرائب...ورئيس الحكومة أول المطالبين (بفتح اللام)بتنقية مؤسسته من الشوائب.... حزب سياسي في بلد يحترم نفسه كان سيبادر بإقالة أي منتسب إليه وخصوصا إلى كان في موقع المسؤولية ،فخان الأمانة .... وزير يحترم نفسه ،وضع في بطنه ما ليس عليه سلطان ،حتى لو كان حفنة شوكولاطة،كان سيبادر بتوقيع استقالته أو عل الأقل تقديم اعتذاره للشعب الذي استأمنه على ماله .... طريقنا إلى الديمقراطية والشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة لازال مظلما وطويلا ،وسيظل الخداع السياسي محيطا بالناخبين الذين يثقون بالخطابات والوعود الرنانة التي تتبدل بمجرد إلتصاق المؤخرات بالكراسي الفاخرة.... لدرجة تضر بمصداقية مؤسسات الدولة ولا ناه ولا منته