حين يعسعس الليل وتأوي إلى نفسها الكائنات تحاصرني القصيدة تتوعدني الكلمات فتأخذني شهوة الوجد للقوافي والمجازات كما الصوفي تسكره الشطحات فأهيم في شعاب القواميس وأفتح دفترالذكريات؟ *** أتعقب لغتي أتربص بالكلمات أناديها في محراب القصيدة لنمسح دمعة ونزرع بسمة ونشعل شمعة في العتمات *** تتفتق القصيدة في عروقي مثل ومض الشهاب في ليل بهيم تتناثر شظاياها سابحة في فؤادي مثل رعد هزيم ثم تنساب في رفق حاملة ترانيم بوح حميم *** القصيدة منفاي وقدري فيها أنسج همومي وأسراري فيها أبني أحلامي وأسرج خيول أسفاري ومن رحيق اللغة أحبك أشعاري وبأوتارقوافيها أعزف أعذب الآثار *** قصائدي لا تسعفني إلا في الهزيع الأخير من الغسق فتأتيني مع نسمات الأسحار أتلطف في مسك ظفائرها رفقا كهزار قصائدي تخاصمني مع انبثاق خيوط النهار وتصدني رغم طول انتظار أناديها فتبعث رسالة اعتذار "إلى اللقاء إلى أن ينطفئ النهار" شعر:عبد الرحمان الغزلاني 05/01/2014