في هذه اللحظات و أثناء كتابة هذه السطور يكون إضراب الأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشواهد قد بلغ 41 يوما بالتمام و الكمال,41 يوما من المسيرات و الاحتجاجات و الاعتصامات و الوقفات لحوالي 6000 أستاذ في شوارع الرباط,41 يوما تخللتها اعتقالات و إصابات بعضها كان خطيرا و مطاردات و كر و فر و تنكيل و سحل و إضرابات عن الطعام... كل هذه المدة و الوزارة المعنية غير مبالية و لا مهتمة رغم الانفجار الإعلامي الوطني و الدولي الذي سببت فيه احتجاجات الأساتذة المقصيين من الترقية بالشواهد,إذ وصلت هذه القضية إلى كبريات القنوات العالمية كقناتي الجزيرة و الميادين,وموقع قناة فرانس 24 الإليكتروني,أما الجرائد و المواقع و الإذاعات الوطنية فلا يكاد يخلو يوم دون نقل جديد هذه القضية و مستجداتها. آلاف التلاميذ ينتظرون بشغف عودة أساتذتهم,خاصة المقبلون منهم على الامتحانات الإشهادية التي تفصلنا عنها سوى أسابيع قليلة,وبعضهم مهدد ''بدورة أولى بيضاء'',في حين تواصل الوزارة و الوزارات المعنية نهج سياسة الآذان الصماء. سياسية الآذان الصماء هذه,يخشى الكثيرون أن تسبب في كارثة إنسانية و فضيحة دولية من العيار الثقيل,خاصة بعد أن استنفذ الأساتذة كل الأشكال النضالية,ولم يبق أمامهم سوى خيارات قد تؤدي-لا قدر الله-إلى مصيبة عظيمة. في هذا الصدد وحسب ما يروج في الصفحة الفايسبوكية للتنسيقية الوطنية للأساتذة المجازين المقصيين من الترقية بالشواهد,فإن القادم سيكون كارثيا بكل المقاييس في حال لم تتم تسوية الملف نهاية هذا الأسبوع,أين ينتظر أن تلتقي النقابات الخمس بالوزير,حيث يرتقب أن يكون ملف المقصيين من الترقية في صلب الحوار. إلى ذلك أعلن العديد من الأساتذة عن استعدادهم للانتحار الجماعي شنقا على أبواب الوزارة المعنية,فهذا عبد الوهاب السحيمي المنسق الوطني للأساتذة المجازين يكتب بالحرف في صفحة التنسيقية قائلا'' أقسم بالذي لا إله إلا هو،هاد الحكومة و هاد الوزارة و جميع المعنيين غير يجمعوا راسهم، إما الترقية و إما يعولوا على شي خطوة نضالية غير مسبوقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لا عين رأتها و لا أذن سمعتها و لا خطرت على بال مسؤول، صافي، ما بقيناش تانخافوا، الخوف في التنسيقية بحححححح، الاعتقال تعتاقلنا، و العصا كليناها، تخسار الهدرة سمعناها، ما بقا لينا ما نخسروا، يا إما الترقية و الكرامة ديالنا و إما الشهادة، و الأيام القليلة القادمة هي الفيصل بيننا... سالينا''. يذكر أن عددا من الأساتذة قد أقدموا في وقت سابق على إحراق ذواتهم أمام مديرية الموارد البشرية التابعة لوزارة التربية الوطنية,وكادت الأمور تتحول إلى فاجعة لولا تدخل بعض رفاقهم في آخر لحظة و الذين منعوهم من ذلك.