قد يبدو الحديث في ال.ق.ق.ج متأخرا، بعد مرور أوقات الحماس الكبير الذي رافق ظهورها، في المغرب، بالخصوص. والحقيقة أن انصرام سنوات، شهدت زخما من المنشورات على مستوى الإبداع والدراسة، عمل على تحقيق تلك المسافة اللازمة لنمو تراكم مهم ومتنوع، تغذيه الدراسات والنصوص الإبداعية المحلية والمترجمة، ناهيك عن المهرجانات واللقاءات. يستحضر هذا الحديث كل ذاك المناخ، منطلقا من قراءة سابقة لكم من النصوص. رهانه الخفي ليس هو أن يستنفذ متعة قراءتها الكامنة( وكيف له ذلك)؟ بل رهانه هو محاولة اكتشاف هذه المتعة وتقاسمها مع القارئ. من جهة ثانية يعد هذا الحديث بالنسبة للكاتب محفزا ومحرضا ذاتيا على الكتابة. إنه مايدخل في تلك الكيمياء القبلية التي لن تُستنفذ هي الأخرى. لكن الكشف عن بعض شراراتها يمكن أن يشكل قاعدة من قواعد ميثاق قرائي مفترض. في هذه المسافة المشتركة التي تدعى أفق الانتظار في الدرس الأدبي، ينهض طموح صغير يدعو للعودة إلى قراءة ال.ق.ج في نماذجها الجيدة لإ زالة كل التباس، خاصة ذلك الإلغاء الكلي لتجربة أدبية وطنية، تسعى بعد مغامرة التأسيس إلى النضج الفكري والجمالي...وماذا لو كان الإلغاء وجها للتبخيس الذاتي؟ هاهنا ينفتح باب كبير قد يكون عنوانه المصالحة مع الذات. وهذا حديث آخر.