تلاحقت أنفاسه في لهات صامت, عبر التواءات الدرج العاجي,فأخذت قطيرات العرق تغزو جبينه,انه الصيف ,ما ان ترتفع ربة السماء,حتى ترخي سياطها النيرانية على الناس,لتجلدهم و كأنها لفحات الهية, ,,, لم يكد يصل الى المكتب حتى تنفس الصعداء, و أخذ يسترجع أنفاسه في هدوء"اوف .....و أخيرا " هب واقفا في أخر الطابور,يروم الحصول على "شهادة الميلاد" ..انتظر و طال الانتظار, وبين الفينة و الأخرى ,كان يخلق حديثا هامسا مع ساعته العتيقة,فجعل يواسي نفسه قائلا"اصبر ..اصبر لقد مضى الكثير و لم يبق الا القليل" ....عندما وصل دوره. وقف الموظف, و كأنه يعيد التمثيلية نفسها,رافعا نظارته,متعذرا بعدم توفر الطوابع ,ثم أخرج سيجارة أمريكية من جيبه ,وضغط عليها بأصابعه الصفراء ,و أشعلها بولاعته الذهبية,فجعل يشربها بطريقة سادية. بينما ظل "حامد" متصلبا في مكانه , غارقا في صمت كسيح,سمع لغطا خارج المكتب ,فخرج الموظف للاستفسار ,فباغثه أحد المواطنين قائلا"نرجوك سيدي ارفق لحالنا..فنحن نضيع وقتنا , و أنت لا تبالي.من فضلك ساعدنا" دخل الموظف و على محياه ابتسامة كئيبة قائلا"هؤلاء الغوغاء كل يفكر لنفسه...من يفكر بي أنا؟" أغلق العون الباب , وكعادته قال للآخرين مخاطبا إياهم بلكنة فجة" راه ايلا ..ما...راه...ما.." و أشار بيديه إلى النقود. رن كلام العون في مسمع "حامد"و هو لا يزال في مكتب الموظف الذي لم ينتبه لوجوده ,إلا و تلك لنوبة من السعال القوي تراجعه بين الفينة و الأخرى. بعد ذلك لا أحد يعلم ما وقع,حتى حامد لم يرض أن يحكي لأحد..لقد تغيرت أمام عينيه عدة صور.انه لن يكون كاذبا إن قال لك انه يرى هذا الموظف" عاريا. لن يستطيع أن يقول لأصدقائه إن ورقة نقذية من فئة عشرون درهما جعلت الكل يتغير.؟ امتلكته رعشة قوية , و هو يضعها بحذر على المكتب,نعم كان الخوف يعتريه, ولكن كل شيء تغير في لحظة'. ابتسم الموظف-أخيرا- وقال مخاطبا "حامد" "تفضل – يا بني- خذ شهادة الميلاد" الطويل هشام الفقيه بن صالح12-09-2011