مضى عام.. مضى اثنان بل مضى 63 عاما على اغتصاب فلسطين و تأسيس الكيان الصهيوني.. 63 عاما انقضت على نكبة فلسطين.. 63 صفحة طواها سجل الذاكرة لدى بعضنا، ودفتر النسيان لدى بعضنا الآخر.. 63 عاما و مفاتيح البيوت الموصدة اعتلاها الصدأ، و أوراق قديمة معلقة على جدران الأمل لم يعفو عليها الزمن.. 63 عاما و ملايين الحناجر صرخت مع الفقيد محمود درويش: أين أهلي؟ لكنها سبعة ملايين سؤالا و مثلها أصداء في وادي النسيان العربي السحيق: متى أعود؟ 63 عاما ومازال الجرح ينزف لم يندمل، تراكمت خلالها أسوأ الذكريات في الضمير العربي و الإنساني.. من تواطؤ دولي مكشوف سمح بإقامة هذا الكيان الغاصب، وساهم بتغافله و تعاميه عن أفظع المذابح و المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وفي ممارسة عمليات الإبادة الجماعية و التطهير العرقي لأصحاب الأرض الأصليين، وتعبئة الأرض المغتصبة بلصوص أغراب جاءوا من شتى بقاع الأرض ليمارسوا أسوأ الأساليب الاستعمارية من محو الهوية و طمس الوجود الفلسطيني.. من تهويد و هدم و تدمير و حصار و طرد للسكان العرب وإحلال اليهود محلهم.. الآلاف من الأطفال و النساء و الشيوخ هم الضحايا في مذابح معلنة، وأخرى في طي الكتمان لم يكشف عنها حتى الآن. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الهوية الوطنية الفلسطينية لازالت موجودة وبقوة أمام كل الضغوط و المحاولات للقضاء عليها وإلغائها، بفضل الجدار السميك للمقاومة الباسلة وصمود الشعب الفلسطيني، وإصراره الذي لم يتغير مند النكبة على استعادة وطنه المغتصب، رغم الاختلال الشاسع في ميزان القوى العسكرية، وفي ظل مجتمع دولي محكوم بمعايير مزدوجة و أنظمة عربية عاجزة وثمة من يرى بأنها متواطئة، مجردة من الخيارات و البدائل. أخيرا، إن النكبة مستمرة وهي مرشحة للاستمرار وسط أجواء تنذر بنكبة مركبة تتجسد فصولها البشعة على الأرض باحتلال استعماري إحلالي استوطن و هجر، حاصر و قتل، بث الفرقة بين أبناء الجلدة الوحدة... فهل فقدت العدالة في هذا العالم؟ بوعبيد قبليان أكادير بتاريخ 15 ماي2011