لنحدد اولا ما نعنيه بالبرود الجنسي فهو غياب او نقص الرغبة واللذة لدى المرأة خلال الجماع. اذا نحن لانتحدث ابدا عن النساء اللواتي تعاشرن أزواجهن برغبة، وبلذة ولكن هن لاتصلن للرعشة لسبب ما "غالبا خطأ في التفاهم" مثل هؤلاء النساء غير مصنفات في البرود الجنسي رغم انهن يعانين من حرمان كذلك. فمثل هؤلاء "عددهن كبير ببلادنا – انظر دراسة لسمية النعمان : ما وراء الحشمة – بالفرنسية"، مثل هؤلاء النساء هن ضحايا ثقافة جمود ثقافي في ذهن الرجل .. والمرأة كذلك، ماعلينا. لنعد الى البرود الجنسي، غياب "او نقص" الرغبة واللذة خلال المعاشرة الزوجية يمكن ان تكون له عدة اسباب، نادرا ما تكون عضوية : امراض عصبية مثلا، او خلل في وظائف غددية كالغدة الدرقة مثلا. لكن اغلب الحالات مرتبطة بعوامل نفسية. فالعملية الجنسية ليست قبلا ومداعبات وجماع .. العملية نفسية مشحونة سنوات من "الثقافة" الجنسية، عملية مرتبطة بمخيل جنسي تشكل على امتداد سنوات وسنوات... العملية الجنسية ليست فقط احتكاك اجساد، بل تلاقي سيناريوهات تفرزها مخيلة الزوجين... لذلك يمكننا فهم اهمية العوامل النفسية في انتاج بعض المشاكل الجنسية، فالبرود الجنسي قد يكون عارضا نفسيا – جنسيا يخفي وراءه نفورا "او صراعا" من زوج ترفض المرأة كل علاقة جنسية به، هناك عدة اسباب تساهم في تكوين وظهور مثل هذا الخلل منها: تعرض المرأة للاغتصاب في طفولتها او مراهقتها او اي مرحلة في حياتها، او ذكرى علاقة جنسية عنيفة بسبب سوء دراية الشريك بالعملية، تربية جنسية متخلفة كان خلالها الابوان يحذران الطفلة من كل احتكاك او لقاء بالجنس الاخر، انعدام الخبرة لدى الشريك الذي يمارس الجنس كأنه يقوم بمهمة رسمية، شريك له ميولات شذوذية نحو جنسه، غياب الملاطفات والمداعبات قبل الجماع، تسرع الزوج في استئناف الممارسة بعد تجربة ولادة مؤلمة او عدم احترامه لبعض الفترات من حياة زوجية تكون خلالها مريضة او في فترة نقاهة وكل ممارسة تثير لديها التقزز... و كما يقول الاطباء : المرأة تعرف دائما كيف تجد الحلول الملائمة لتطرد الحرمان عنها "مع شريكها" ان كانت فعلا تعاني من شكل من اشكال البرود الجنسي . قبل انهاء الموضوع لابد من التأكيد على أن لجلسات التحليل النفسي وتدخل اخصائيي الجنس، نتائج جد ايجابية في فهم الاعراض وبدء الطريق نحو العلاج والأكيد انه نادرا ما يتعلق الامر ببرود جنسي لدى المرأة بقدر ما يتعلق بسوء دراية الرجل في مقاربة زوجته. نجاة البداوي بتصرف