لا أدري لماذا يتألم المغاربة عندما يتم تذكيرهم بحقيقتهم، فمن فرط الانفصام، يقبل المغاربة طيلة شهور السنة على شرب النبيذ والجعة وماء الحياة… ، ويدخنون الكيف والحشيش، ويرتادون الحانات والملاهي الليلة والأفراح متعقبين الشيخات، بل إن ارقام ارتياد مواقع الأفلام الإباحية تصنفهم في المراتب الأولى أيضا خلال ليالي رمضان، طبعا بعد الانتهاء من صلاة التراويح. المغربي يمكن أن يقوم بأي شيء شريطة ألا يذكره مفكر او ناقد مجتمعي أو وسيلة إعلام… بذلك حتى لا ينتفض، وخير نموذج مسلسل لمكتوب الذي تبثه القناة الثانية دوزيم. يصفق المغربي لكل من ينتقد المسلسل من شيوخ، ولكنه يتابع حلقاته وتفاصيله، بل إن الشيوخ يسردون تفاصيل كل حلقة وكل أغنية، ويدققون في وصف من ينتقدون من الممثلات والممثلين مما لا يجد له تفسيرا إلا في كونهم مدمنون على مشاهدة ما يبخسونه للناس، بل إن جمهورهم ايضا ما ان ينتهي من مشاهدتهم على مختلف المنصات حتى يوجه الصحن اللاقط للوجهات التي يقبل عليها بنهم. من المثير للقلق حجم الانفصام الذي يعيشه من يشاركوننا الماء والهواء، والذي مرده لطببعة مجتمع يتخذ من الشيوخ أوصياء على عقول أفراده، أفراد يعيشون أعلى درجات النفاق. فالشيخة منتوج مغربي صرف، بينما الشيخ سلعة تبور الآن في المصدر، بينما تشهد رواجا منقطع النظير في بلاد العيطة والروايس وأحواش وأحيدوس، فنون يهاجمها تجار المنتَوج الأجنبي.