أبدعت في البرتقالة المرة، ثم ابتعدت عن الساحة الفنية، لكن صدى صوتها لازال يسمع، أعمالها وثقافتها يتكلمان عنها، أصالتها وهدوؤها جعلوها مميزة وسط الحشود، رغم غيبتها ظلت حاضرة في القلوب، متمكنة، تختار دائما الوقت المناسب لكل شيء، كما هو الحال لعودتها، ولفيلمها الجديد "شهد"، إنها الممثلة والمخرجة والسيناريست .بشرى إيجورك فيما يلي الحوار معها سبب هجرتك للإمارات وابتعادك عن الساحة الفنية ؟ مررت بظروف خاصة اضطرتني لاختيار دولة الإمارات كموطن للاستقرار والقيام باستشفاء داخلي، في الواقع سفري كان سفر داخلي عبر الذات مثل ما كان انتقال في المكان. تعرضت لأشكال من الأذى ورحلت، وكان رحيلي صائبا والحمد لله أن الوجهة كانت دبي لأن هذه الأرض الطيبة لا تشعرك بالغربة ولا بأنك مهاجر، المغرب .يسكننا ودبي توأم وطن شعورك بعد أن حصلتي على الإقامة الذهبية هناك منحي الإقامة الذهبية ككاتبة ومخرجة مغربية مقيمة بدبي تشريف لي ولكل المبدعين المغاربة، سررت كثيرا بذلك وأجدد شكري لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم و لدولة الإمارات على الاهتمام بالمبدعين وتكريمهم بمنحهم الإقامة الذهبية، وأتمنى أن نكون خير سفراء لبلدنا المغرب وأيضا خير سفراء لدبيوالإمارات. شخصية نوال من مسلسل دموع الرجال كانت تعيش لهفة الهجرة وتردد "دبي دبي"، هل بشرى كانت تقاسمها نفس اللهفة، خصوصا بعد استقرارك بالامارات ؟ كتبت سيناريو مسلسل دموع الرجال بعد عدة رحلات إلى دبي حيث كنت اشتغل على توضيب مجموعة من أفلامي الوثائقية وكتبت شخصية نوال المشهورة ب"ضوباي"، وعبرت من خلالها عن حلم الكثير من الشابات المغربيات بالسفر إلى دبي أرض الأحلام و الجمال والنجاح، فحينما ألتقي مغاربة الإمارات يذكرونني دائما بنوال و يقولون لي "تفايلتي على راسك حتا جيتي ضوباي". هل سنرى بشرى قريبا في أعمال خليجية ؟ لدي علاقة طيبة مع فنانين إماراتيين وخليجيين، وخلال فترة وجودي بدبي صادفت جائحة كورونا وحدت من تواصلنا، لكنني أرغب فعلا في إنجازعمل فني مغربي إماراتي والتعامل مع كبار فناني هذا البلد، الذي يزخر بكفاءات عالية وتتطور درامته يوما بعد يوم بشكل ملفت. ما الأعمال الجديدة القادمة ؟ سأهدي لجمهوري المغربي الوفي الذي شجعني على العودة ودعمني بقوة ووفاء، فيلما تلفزيا جديدا إنتاج القناة الثانية اخترت له اسم "شهد" أتوقع له إن شاء الله نجاحا مبهرا، وأتوقع لكل أبطاله سعد موفق، فضيلة بنموسى، هند بلعولة وآخرون تألقا بهيا، اخترت للفيلم مدينة سيدي افني ميراللفت وشاطئ لكزيرة فضاء للتصوير، وستكون أغنية الفيلم لتوفيق أمنكور مفاجأة من مفاجأت الفيلم الجميلة. الفيلم تحفة وستعرضه القناة في وقت قريب جدا سيلائمه. من هو المولود الأعز من بين أعمالك ؟ لكل مولود مكانته الخاصة لكن البرتقالة المرة يظل عملي المدلل المحبوب لدى كل من شاهده، وكذلك ومثال لكل من شاهد فيلمي الوثائقي قرى بدون رجال. هل المشاهد المغربي سيكون على موعد مع جزء ثاني من البرتقالة المرة ؟ أشتغل على فكرة تقديم مسلسل البرتقالة المرة لكن برؤيا مختلفة وأسلوب مميز، لم أكن أرغب في جزء ثاني لكن إصرار جمهوري جعلني أستجيب، وسأحاول أن أشتغل على الأمر بأسلوب مبتكر. هل هناك تخوف من هذا الجزء ؟ ليس تخوفا بقدر ما أنني اعتبر الفيلم انتهى بالنهاية التي شاهدتموها، فأنا لا استغل نجاح عمل بتمطيطه والسعي لكسب نجاح مزيف، لكن استجابة لطلب الجمهور المغربي ساشتغل على المسلسل بشكل احترم فيه ذكاء المشاهد وانتظاراته. ما هي أعمالك الأخرى سواء من ناحية الإخراج أو الكتابة، والتي غالبا لا يعرفها الجمهور ؟ أخرجت مجموعة من الأفلام الوثائقية الناجحة من بينها "قرى بدون رجال"، "الثوار الجدد"، "فارس الركح"،"رزق من حجر" إنتاج الجزيرة الوثائقية، كذلك فيلمي القصير "كروان" الذي عرض بعدة مهرجانات دولية وحصل على عدة جوائز. ساهمت ككاتبة في كتابة سيتكوم للا فاطمة و ياك حنا جيران و ديما جيران وغيرها وكممثلة شاركت بعدة أعمال مغربية وعربية هل التكوين ضروري أم الموهبة تكفي ؟ أنا اؤمن بالدراسة والتكوين لصقل الموهبة، أنا خريجة المعهد العالي للفن المسرحي الرباط وحاصلة على ماستر متخصص في التراث الشفهي واللامادي وشاركت في .الكثير من الورشات التكوينية لتطوير كفاءتي في كل المجالات الفنية التي ابدع فيها، الموهبة ربانية لمن صقلها اختياري و ضروري تطوير الذات شعاري و التعلم المستمر عملتي واحترام ذكاء المشاهد مبدئي بكل صراحة هل هناك عملا لقي إعجابك إلى درجة تمنيتي أن تكوني كاتبته، سواء فيلما أو مسلسلا ؟ مسلسل رأفت الهجان و مسلسل الكواسر رسالة توجهيها لجمهورك الذي لازال يتابعك ويدعمك جمهوري المغربي دعمني في غيابي قبل حضوري، لمست فيه الحب والتقدير والإنصاف، هو نصفي الذي يبادلني الحب، أقول له انتظروني، من أجلكم أعود ومعي .الجميل من الأحلام، لأشكركم على فيض المحبة وأقول لكم إنني شاكرة ممتنة.. أحمد الله أن رزقني محبتكم وتقديركم