الحرب العسكرية التي تخوضها روسيا والحرب الاقتصادية التي تخوضها الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب كله والدول التي تدور في فلكهم؛ وجهان لعملة واحدة هي خرق جسيم وسافر لحقوق الإنسان ومبادئها الكونية الشاملة وغير القابلة للتجزيء. هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن في شكليهما الحالي لم يعد لهم جدوى !!! لقد خسروا أهداف و مهية وجودهم !!!؟ حين اجتاحت جائحة كوفيد19 العالم، وفي طريقة استجابة العالم للجراحة، وجدنا منظمة الصحة العالمية OMS كوكالة للأمم المتحدة على هامش اللعبة، تحصن الغرب وراء الحمايات الوطنية، وحاولت الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب كله والدول التي تدور في فلكهم إلى الصاق تهمة فبركة الوباء بالصين، وحين بدأ علماء روسيا والصين وغيرهم في العمل على اختراع دواء ولقاح، تحركت الآلة الامبريالية التي هي دائما في خدمة الرأسمال الجشع في تحريك وكالة أخرى للأمم المتحدة ألا وهي منظمة التجارة العالمية OMC لحماية الملكية الفكرية للتلقيحات و التشكيك في لقاحات روسيا والصين، بهدف استمرار التحكم في مستقبل البشرية الصحي والتنموي من طرف لوبيات الغرب للصناعة الدوائية. بعد أن نفدت دولة روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، اصطفت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب كله والدول التي تدور في فلكهم وأصبحا جزءا من المشكل وليسوا كآليات للسلم العالمي. كل أملنا أن تبقى بعض الآليات الأممية مثل مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان في منأى عن التوظيف من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب كله والدول التي تدور في فلكهما وأن يتحملوا مسؤولية تاريخية كلية مبنية على مبادئ حقوق الإنسان الكونية وعلى أساس ما جاء في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، ويلعبوا دورا أساسيا في تشكيل نظام عالمي جديد في خدمة البشرية وفق مبادئ حقوق الإنسان الكونية. هذا نداء الى كل مناضلي الحركة الحقوقية العالمية من أجل إطلاق حملة دولية لوقف الحربين العسكرية والاقتصادية المترتبتين عن أزمة أوكرانيا، والعمل على بناء نظام عالمي جديد لا تسود فيه أقطاب القوة العسكرية والاقتصادية بل تسود فيه قيم الإنسانية من تعاون، تنمية، مساواة وكرامة الشعوب والإنسان.