قليلون هم المصورون الفوتوغرافيون المتخصّصون في توثيق الحياة البرية في المغرب، وأقل منهم المصورات؛ إذ تكاد صعوبة هذا المجال وتطلبه تنقلا دائما يجعلانه حكرا على الرجال. لكن المصورة الفوتوغرافية المغربية بوصديق واحدة من تلك الاستثناءات، التي تأبى الا أن تكون مثالا فدا للمرأة المغربية الحرة. تنشط بوصديق في مجال حماية البيئة؛ إذ بدأت تجربتها في هذا المجال منذ الثمانينيات من خلال تنشيط نواد بيئية، قبل أن تنتقل إلى التصوير الفوتوغرافي الذي ستمارسه فترة طويلة، وتصبح أحد الأسماء البارزة فيه في المغرب، وتتولى رئاسة "الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية". قبيل أن ترسل الشمس خيوطها الذهبية الأولى، تكون مصورة الحياة البرية حليمة بوصديق قد اسطحبت فريق "فبراير" إلى ضيعة دار بوعزة، بلباس عسكري يحاكي بألوانه الطبيعة لتسطحبنا في رحلة جديدة من المتعة والاستكشاف وسط بحيرة محاطة بالأشجار والنوارس والطيور القادمة من كل حدب وصوب. انطلقت حليمة بمعية صديقها بالبيضاء "أميديت" الهندي الجنسية، المغرم بعالم التصوير الفوتوغرافي محملين بكاميرات كبيرة وثقيلة، ثقل لا يخففه عنهم سوى عشقهم للطبيعة وجمالية الحصول على صور معبرة لطيور زاهية الألوان في موطنها الأصلي، تحرص حليمة على أن تمر حصة التصوير بدون ضرر أو ازعاج للكائنات البرية المتواجدة عين المكان. وتقول بوصديق رئيسة جمعية مصوري الحياة البرية ل"فبراير.كوم" وهي تراقب معداتها "من يعشق حياة البرية عليه أن يتحمل تبعات مشاقها، بحب كبير يصل حد التعب". تأمل رئيسة الجمعية، أن تكف أيادي لوبيات العقار عن المنطقة التي تعتبر آخر محمية بدار بوعزة، ودعت بدورها المسؤولين وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة، أن تقوم بحملات توعوية للحفاظ على هذا المتنفس الطبيعي الأخير المتواجد بالعاصمة الاقتصادية البيضاء. يواجه مصور الحياة البرية مخاطر متجددة، فهو غالبا ما يمارس هذه الهواية في مناطق وعرة، كما قد يصادف في بداياته الأولى طرائف متعددة. لكن ما أكدته لنا المصورة حليمة، هو أن المغانم عادة ما تفوق المخاطر، لأن الشغف دائما ما يقود نحو المتعة.