أجرى وزير الشؤون الخارجية المغربية ناصر بوريطة، محادثة يوم أمس الجمعة في بروكسل مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اتفقا فيها على "ضرورة دفع العلاقات الاستراتيجية بين إسبانيا والمغرب إلى الأمام". وصرح سانشيز في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اليوم الثاني والأخير من فعاليات القمة الأوروبية الأفريقية، بأنه أجرى محادثة مع بوريطة أكد فيها الأخير على لسان الدبلوماسية المغربية "الحاجة إلى التقدم في العلاقة الاستراتيجية بين إسبانيا والمغرب". وشدد سانشيز على أن" المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا"، وبالتالي فهو يرغب في "تعميق العلاقات الثنائية وكذلك علاقة الاتحاد الأوروبي مع هذا البلد". وتعتبر المحادثة المباشرة هي الأولى من نوعها منذ تفجر أزمة غالي ماي 2021، حيث لم تجري منذ ذاك الحين إلا بضع محادثات هاتفية بين بوريطة ووزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس. وجاءت المحادثة على هامش انعقاد قمة الاتحادين الإفريقي والأوروبي، والتي حضرها زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، حيث كشف سانشيز في المؤتمر الصحفي من القمة، بأنه تمكن من التحدث مع كل من الوزير المغربي وغالي. وكانت مصادر إسبانية في وقت لاحق، أشارت إلى أن عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها بشكل كامل تسير على "المسار الصحيح"، وأن المحادثات مثل تلك التي جرت بين سانشيز ووزير الخارجية المغربية تساعد على تحقيق ذلك. وفي السياق ذاته، كانت قضية الهجرة إحدى القضايا التي تم تناولها في اليوم الأخير من القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التي عقدت في بروكسل والتي اعتبرها سانشيز في مؤتمر صحفي "نقطة تحول" في العلاقة بين البلدين. وفي ذات الصدد، وخلال يومين من القمة، تم تقسيم القادة الأوروبيين والأفارقة إلى طاولات عمل مختلفة، حيث شاركت المملكة المغربية يوم الجمعة في اجتماع آخر حول الهجرة برئاسة مشتركة مع إسبانيا والبرتغال والنمسا وبنين. وحول الموضوع ذاته، دافع رئيس الحكومة الإسبانية، عن مواصلة التقدم "في سياسة هجرة شاملة تتناول جميع الأبعاد، وتعزز الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية وتضع حداً لعصابات المافيا التي تتاجر بالبشر"، حسب تعبيره. وأضاف أن الاقتراح الداعي إلى إقامة رابطة أوروبية أفريقية معززة ومتبادلة بشأن الهجرة والتنقل، يستند إلى تعزيز العلاقات بين بلدان المنشأ والعبور والمقصد لهذه التدفقات. من جانبه، طلب الملك محمد السادس من الاتحاد الأوروبي تبديد سوء التفاهم حول قضية الهجرة، وهي ظاهرة يدعو الملك إلى فهمها كتحد، ولكن كمجموعة من الفرص. وأضف الملك في رسالة وجهها للحاضرين القمة ببروكسيل، بلسان وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، قائلا"لقد أظهر الوباء أنه فيما يتعلق بالتنقل، لا يهدد المهاجرون الاقتصاد، بل لهم تأثير إيجابي على البلدان المضيفة، حيث يكونون في الغالب عاملين أساسيين". كما أشار الملك محمد السادس إلى المرصد الأفريقي للهجرة، وهو مركز أبحاث أفريقي تم افتتاحه مؤخرًا ومقره الرباط، ويهدف إلى إعادة إرساء الحقائق بشأن قضية الهجرة، والتوفيق بين مصالح إفريقيا وأوروبا عندما تبدو متناقضة.