أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي السبت "إغلاق" البلاد في فترة عيد الميلاد في قرار يرمي إلى احتواء التفشي المتسارع للمتحورة أوميكرون من فيروس كورونا. واوضح روتي أن كل المحال غير الأساسية والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح، يجب أن تغلق اعتبارا من يوم الأحد حتى 14 يناير، فيما ستغلق المدارس حتى التاسع من يناير على أقرب تقدير. كذلك سيخفض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من أربعة إلى اثنين، باستثناء ليلة عيد الميلاد في 24 دجنبر ويوم العيد واليوم التالي للعيد في 25 و26 منه ورأس السنة. وقال روتي في مؤتمر صحافي متلفز "أقف هنا الليلة بحزن. ولاختصار الأمر بجملة واحدة، سيفرض إغلاق في هولندا اعتبارا من الغد". وتابع "إنه أمر لا يمكن تجن به مع الموجة الخامسة (من التفشي) ومع تفشي أوميكرون بأسرع مما كنا نخشى. علينا ان نتدخل الآن احترازيا". وفي المؤتمر الصحافي، قال رئيس هيئة مكافحة تفشي الوباء في هولندا ياب فان ديسل إن المتحورة أوميكرون ستتخطى المتحورة دلتا وتصبح هي المهيمنة في هولندا بحلول نهاية العام. وقال فان ديسل "بين عيد الميلاد والسنة الجديدة ستصبح المتحو رة أوميكرون هي المهيمنة". ويتخو ف علماء من أن يكون تأثير أوميكرون موازيا لدلتا، وهم يحذ رون في هذه الحال من أن عدد حالات الاستشفاء سيتخطى ما سج ل إبان الموجة الأولى في أوائل العام 2020. واضاف فان ديسل "نحن على دراية بأن المتحورة يمكن أن تتجنب الدفاعات من إصابات أو عمليات تلقيح سابقة، خصوصا اذا كان قد مر وقت عليها". جاء إعلان روتي بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، وبعد أربعة أيام فقط من تمديد الحكومة لإجراءاتها السابقة وإعلانها أن المدارس ستبدأ عطلاتها في وقت مبكر. وامتدت طوابير طويلة أمام المتاجر السبت حيث هرع الناس للتسوق لعيد الميلاد مع ظهور تقارير عن الإجراءات الجديدة. وقال ايمن ماسوري البالغ 19 عاما لفرانس برس "هناك اكتظاظ، لكنني أتيت قبل عطلة عيد الميلاد لشراء هدايا، يبدو أن إغلاقا جديدا على الطريق". وكان روتي قد توص ل هذا الأسبوع إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي مما سيبقيه في منصبه لولاية رابعة، وأقر بأن التدبير سيؤثر على المزاج الوطني في فترة الأعياد. وقال "يمكنني الآن سماع هولندا بأسرها تتنهد. نحن على مسافة أسبوع بالتمام والكمال من عيد الميلاد، عيد ميلاد آخر يختلف تماما عما نريده". لكن ه شدد على ان "أوميكرون تجبرنا على الحد من عدد المخالطين بأسرع ما يمكن وبأكبر قدر ممكن لذا سيفرض إغلاق في هولندا". وأدت القيود التي فرضتها هولندا لكبح كوفيد الى انخفاض في الإصابات بنسبة 21 بالمئة في الأسبوع من 7 إلى 14 كانون الأول/ديسمبر، وفقا لبيانات السلطات الصحية الرسمية. كما سجلت هولندا "انخفاضا طفيفا" في حالات دخول المستشفيات، لكن السلطات شددت على أن أوميكرون لا يزال "مصدر قلق". وتلقى نحو 86 بالمئة من الهولنديين اللقاح المضاد لكوفيد. لكن الحملة لإعطاء جرعة التعزيز لا تزال بطيئة، وقال وزير الصحة هوغو دي يونغي أن جميع الاشخاص ما فوق 18 عاما سيتلقون دعوة بحلول 7 كانون الثاني/يناير. وخففت هولندا معظم إجراءات التباعد الاجتماعي في أيلول/سبتمبر، لكن بحلول تشرين الثاني/نوفمبر عادت الإصابات لتسجل مستويات قياسية بأكثر من 20 ألفا يوميا. وأثارت القيود المفروضة اعتراضات كبيرة في هولندا، حيث اندلعت أعمال شغب في روتردام ولاهاي ومدن أخرى في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.