من داخل السجن المركزي بالقنيطرة، التقى ثلاثة رجال انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب لحظة غضب جعلتهم بين ليلة وضحاها خلف القضبان، ولكل منهم قصة تختلف عن الأخرى، وهذا ما سنقربكم منه خلال هذا الروبورتاج: يقول عماد، في تصريحه ل"فبراير.كوم"، إنه "قتل سيدة هولندية بسبب تعرضه المستمر لمضايقات من طرفها، حيث كان يعاني أثناء تواجده في هولندا من التمييز العنصري"، مشيرا إلى أنه "لا يمكنه نسيان ما قام به في يوم من الأيام رغم مرور سنوات على الجريمة". عبد الصمد، متزوج وأب لطفلين، قرر أن يفتح قلبه لفريق "فبراير" ويحكي لنا قصة تواجده في السجن، والتي كانت دفاعا عن شقيقه الذي تعرض لاعتداء شنيع من طرف سائق سيارة أجرة. قال عبد الصمد: "تشاجرت بهدف الدفاع عن أخي، لكن لم تكن لدي نية القتل في تلك اللحظة أو حتى سابقا، ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر بالندم بسبب ما وقع". يضيف المتحدث ذاته: "بعد دخولي للسجن حاولت مرارا وضع حد لحياتي، لأنني لم أعد أتحمل فراق أطفالي وعائلتي"، مردفا بنبرة حزينة أن أولاده "من سيدفعون مستقبلا ثمن ما قام به". حمزة شاب آخر، قتل عشيقته الأجنبية، يقول في تصريحه ل"فبراير.كوم"، إنه كان "يجد صعوبة كبيرة في إيجاد عمل ما جعله يلجأ لعمته لتبحث له عن عمل يوفر له لقمة عيش كريمة، مضيفا أن عمته عرّفته على سيدة أجنبية خمسينية ليبدأ العمل في ورشة لها"، حسب قوله. وتابع حمزة أنه بعد العمل مع السيدة الأجنبية "تطورت علاقتهما من علاقة عمل إلى علاقة غرامية"، مضيفا أنها "كانت تلبي له جميع احتياجاته الخاصة، ما جعله يتعلق بها نظرا للظروف الصعبة، التي كان يعاني منها آنذاك". وأشار إلى أنه أثناء ارتباطه بالمعنية بالأمر كان "لديه أصدقاء مدمنين على المخدرات، وفي إحدى الليالي قرر أن يتناول معهم بعض الحبوب المهلوسة ما جعله في حالة غير طبيعية، وذهب بعدها لمنزل عشيقته، وبعد لحظات من دخوله وقع بينهما مشكل تحول لضرب مفضي إلى الموت"، على حد تعبيره. وفي سياق متصل، أكد مدير السجن المركزي بالقنيطرة، عبد الإله حافة، أنه يحرص على توفير جميع الظروف الملائمة للسجناء داخل المؤسسة السجنية، مثل متابعة الدراسة، والأنشطة الرياضية، والثقافية، وغيرها من الأنشطة الأخرى. أما بخصوص السجناء الذين يعانون من أمراض عقلية، أشار عبد الإله حافة، أن السجن المركزي بالقنيطرة يتوفر على اخصائيين نفسانيين لمتابعة حالة جميع السجناء.