جرى اليوم الخميس بالعاصمة الاقتصادية، افتتاح، معرض الدارالبيضاء لكتاب الطفل والناشئة، في دورته السابعة، الذي ينظم حتى السابع من شهر دجنبر الجاري. ويحتفي هذا المعرض، الذي يلتئم تحت شعار " كتاب الطفل وتعدد الروافد الثقافية " بمبادرة من المديرية الجهوية للثقافة بجهة الدارالبيضاءسطات ، وبدعم من مجلس جماعة الدارالبيضاء ، وبتعاون مع الاتحاد المهني لناشري المغرب، بالكتاب وجمهوره، وذلك بعد انقطاع نتج عن الظروف الاحترازية التي فرضتها الوضعية الصحية المرتبطة بكوفيد 19. وتميز حفل الافتتاح ، الذي حضره والي جهة الدارالبيضاءسطات سعيد أحميدوش والمنتخبون وفنانون وأطفال ، بتقديم فقرات فنية، علاوة على تسليم الجوائز للتلاميذ الفائزين بمسابقة " جائزة الدارالبيضاء للقراءة "، التي نظمتها شبكة القراءة / المغرب . وأبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد محمد مهدي بنسعيد ، في كلمة بالمناسبة ، أن الأمر يتعلق بلحظة ثقافية تحتفي بالكتاب وجمهوره ، مشيرا إلى أن هذا المعرض يختلف عن باقي معارض الكتاب الجهوية ، لأنه يتميز بكونه يتوجه إلى فئة عمرية خاصة، هي فئة الأطفال واليافعين، سواء على مستوى المعروض من الكتب ، أو على مستوى البرنامج الثقافي الموازي . وأضاف في هذه الكلمة، التي تليت نيابة عنه من قبل المديرة الجهوية للثقافة بجهة الدارالبيضاء / سطات حفيظة خيي، أنه في ظل الانفراج النسبي، هناك فرصة " نغتنمها من أجل أن نعود إلى تنزيل برنامج الوزارة فيما يتعلق بتنظيم معارض الكتاب الجهوية .. هذا البرنامج السنوي الذي نروم من ورائه إلى إبقاء الصلة مستديمة بين الكتاب ومحبيه، وكذا منح مقاولات النشر فرصة عرض محصولها التأليفي أمام أنظار الجمهور، وأداء دورها كشريك أساسي في مجهود التثقيف العام ". واعتبر أن بلوغ هذه المعرض محطته السابعة " كفيل بجعلنا نفكر في العمل على جعله يحقق في قادم الدورات نقلة نوعية تنتقل به من معرض جهوي ووطني إلى مصاف معارض الكتاب الدولية المخصصة لكتاب الطفل ، وهو ما نأمل أن يتحقق في إطار صيغة تشاركية تتظافر فيها جهود كل الشركاء والمتدخلين ". من جهته أكد عبد القادر الرتناني رئيس الاتحاد المهني لناشري المغرب ، على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هاته التظاهرة التي تستهدف الطفل والشباب ، موضحا أن أهمية المعرض تكمن ، في جانب منها ، في كون الكاتب المغربي الذي يؤلف حول الطفل يلتقي مع الشباب الذين يزورون المعرض . وتابع أن عددا من الكتاب والناشرين الذين أنتجوا مؤلفات حول الطفل، ولم تتح لهم فرصة تقديمها بسبب ظروف الجائحة ، وجدوا الفرصة من أجل تقديمها خلال هذا المعرض ، مشيرا إلى أن اللقاء بين الأطفال والكتاب هو من بين أهداف هذه التظاهرة . ولفت إلى أن الكتاب يساهم في بناء المستقبل بالنسبة للأطفال ، لذلك من المهم جدا البدء بمرحلة الطفولة لأن الثقافة مهمة جدا في مرحلة الصغر . من جهتها ابرزت السيدة رشيدة رقي عن شبكة القراءة / المغرب ( أمينة المال) ، أن الشبكة تساهم في المعرض بفقرتين ، جائزة الدارالبيضاء للقراءة ، وجائزة كتاب الشباب لأدب الطفل ، وذلك من أجل ترسيخ فعل القراءة ، وجعلها متداولة في المجتمع . وهي أيضا ، كما قالت، فرصة لتشجيع القراءة داخل المدارس وتنويعها ، من أجل الارتقاء بالقراءة من خلال لغات متعددة . وحسب المنظمين ، فإن هذه التظاهرة تحجز لفائدة الأطفال مواعيد مهمة مع فقرات ثقافية متنوعة، من ورشات علمية، ومحترفات فنية، وعروض مسرحية وموسيقية، وساعات حكي، وهو ما من شأنه أن يشكل مصدر إلهام يحقق به الأطفال ، لذة المعرفة، ومتعة الاستكشاف، وسحر الفرجة، الشيء الذي يجعل من دور المعرض وبرنامجه الثقافي دورا محوريا وبناء ، لكونه يعمل على زرع بذور بين الطفل والكتاب في فترة عمرية دقيقة وحساسة، تعد بحصاد مستقبلي إيجابي . ومن اللحظات القوية في المعرض ، فضلا عن عرض الكتب الخاصة بالأطفال بمجموعة من الاجنحة ، عقد ورشات ينشطها مجموعة من الفنانين والباحثين ، تتمحور حول ، فن الحكاية ، ودور المسرح في تنمية القدرات الفنية لدى الأطفال ، والخريطة التراثية للمواقع البرتغالية ، وتراث بلادي ، وكيف أكتب كتابا ؟ والذاكرة الموسيقية وأركيولوجيا العصور الوسطى ، والإيقاعات المغربية ، والكاريكاتور، وكتاب الطفل . وفضلا عن عقد لقاءات مع فنانين وناشرين وتوقيع كتب ، تتمحور هذا الورشات أيضا حول رسم لوحة جماعية، وتراث مدنية الدارالبيضاء ، والتراث الحساني المغربي، والصحفي الصغير .