روجت مجموعة من الحسابات بمنصات التواصل الاجتماعي، لوثيقة تخص الحساب البنكي لراعي الغنم محمد المكي. الذي تمكن بسلوك طبيعي متأصل في جل المغاربة، ممثل في الاستعفاف عن تلقي مقابل مادي لكرم الضيافة، من خلق أثر انساني عميق لدى سائحتين فرنسيتن، جعلتهما يشاطران ما عشنه في إحدى المناطق النائية بهذا الوطن الممتد و الخلاب بطبيعته و بأصالة إنسانيته، على المستوى العالمي. إلى هنا يمكننا أن نتيقن أن ما يسمى بالثروة اللامادية، في جزء منها هي سلوكات متأصلة في المغربي بدرجات، و لكنها أصيلة في عمق المغرب، و لازالت تمارس بشكل عادي و بدون تكلف. و هو ما دفع مجموعة من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، الى الترويج لوثيقة بنكية باسم محمد المكي، مع الدعوة إلى التبرع في الحساب البنكي لراعي الغنم. وهو ما دفع بعض التدوينات الى استحسان الخطوة، من منطلق أن ساكنة المناطق النائية "بخيرها وخميرها"، لا ينقصها سوى البنيات التحتية، الممثلة أساسا في المستشفيات والمدارس والطرق. و تساءل البعض عن غياب تفاعل حكومي مع "بوز" عالمي، من شأنه أن يخدم السمعة السياحية الجيدة للمغرب. ونبه الآخر البعض إلى كون الاستراتيجية الحكومية في الترويج للمغرب كواجهة سياحية متقادمة ومكلفة، مستحضرا مثال الكوري الجنوبي "مينو"، صاحب القناة العالمية "بوهيمين كيتشن"، والذي أقام في المغرب لما يناهز السبع سنوات وقام بمجهود جبار و شخصي في الترويج للمطبخ المغربي على المستوى العالمي، كيف أن تركيا بالمقابل حينما زارها، استغل المسؤولون عن القطاع السياحي بها، فرصة تواجده وسهروا على تمرير وصلاتهم الاشهارية، من خلال مواكبة صاحب القناة في كل تنقلاته وتوفير أجود ظروف التصوير له. و أشارت بعض الحسابات الى ضرورة التأكد من كون الحساب البنكي يخص الراعي محمد المكي، مؤكدا على ضرورة أن تتدخل الجهات الرسمية على الخط من خلال إلتفاتة للرجل، في أفق تكريس السلوكات المغربية الأصيلية لدى المغاربة. و لما لا أن يبادر عامل الاقليم على تمويل دار للضيافة بالمنطقة، و كذا استغلال سلوك محمد كتيمة لوصلات إشهارية على المستوى العالمي.