بعد أن أعلنت الجزائر استغناءها عن خط أنابيب الغاز الرابط بينها وبين اسبانيا عن طريق المغرب، بات السؤال المطروح هو ما الذي سيخسره هذا الأخير اقتصاديا من هذه الخطوة، علما أنها تعد واحدة من بين خطوات التصعيد بين البلدين، نتج عنها قطع العلاقات بين البلدين الثلاثاء المنصرم. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمد شقير في تصريح خص به "فبراير"، إن إغلاق الحدود بين البلدين له أضرار سلبية خصوصا على المستوى التجاري، مشيرا إلى أن عدم تجديد الجزائر لعقد أنبوب الغاز، سيخسر فيه المغرب من الناحية الاقتصادية، كونه لن يحصل على حصته المالية من هذه الصفقة. وتابع شقير قائلا، إن المغرب تأقلم مع هذه الوضعية، ولم يعد يعتبر الجهة الشرقية بوابة اقتصادية بحكم اغلاق الحدود. وأكد المتحدث ذاته أن المغرب لن تكون لديه أي خسائر فادحة، علما أن الحدود كانت مغلقة منذ سنة 1994، مؤكدا أن العلاقات التجارية للمغرب دائما تروم إما نحو الشمال عن طريق اسبانيا، أو عن طريق موريتانيا. فالجزائر هي التي ستتكبد خسائر كبيرة يضيف المحلل، كونها لا تتوفر على واجهات بحرية كتلك التي يتوفر عليها المغرب، بالإضافة إلى أن فاتورة الاستيراد ستتضاعف لديهم. واختتم شقير حديثه قائلا إن كل هذه العوامل ستفقد المغرب والجزائر نوعا من التكامل وتضييع مجموعة من فرص العمل لفئات شابة لكلا البلدين، معتبرا أن هذه الوضعية شاذة، ستؤثر على النمو بشكل عام في المنطقة وكذا على مستوى التعامل مع الاستثمار الأجنبي. تجدر الإشارة إلى أن وزير وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة،أعلن يوم الثلاثاء المنصرم على ان الجزائر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية. وفي ذات السياق، كان قد صدر بلاغ مقتضب عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بعد ساعات من اعلان وزير الخارجية الجزائري قطع العلاقات مع المغرب. وجاء في البلاغ:" المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم.." وإذ يعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما ولكنه متوقع، النظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فانه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها، يضيف بلاغ الخارجية المغربية. ومن جانبها، ستظل المملكة المغربية شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل ،بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة. وجاء رد فعل المغرب هادئا وحكيما، إذ أعلن أولا علمه بالقرار. ثانيا، التعبير عن الأسف، مع أننا كنا نتوقعه. ثالثا: لازلنا الشريك الأكثر مصداقية للشعب الجزائري الذي سيتأثر بالقرار وسنظل مصرين على التصرف بحكمة ومسؤولية لتطوير علاقات مغاربية سليمة ومثمرة. وكان قد كشف وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، ان الجزائر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية بداية من اليوم الثلاثاء 24 غشت.