العثماني ل"فبراير": عيد الأضحى قد يكلفنا 54 ألف حالة أسبوعيا إذا لم يحذر المغاربة. بدا حذرا، بعيدا عن التهويل أو التساهل، ومنبها أحد الصحافيين الذي سأله عن مسؤولية الحكومة وفشلها في اقناع شريحة واسعة من المغاربة لاتخاذ للاحتياطات اللازمة واحترام المسافة وارتداء الكمامة، أن المسؤولية جماعية إعلاما وأسرا وأفرادا وحكومة. قال بالضبط إن الوضعية مقلقة، لكنها لحد الآن ليس من المستحيل التحكم فيها. وحينما سألته "فبراير.كوم"، إن كان ثمة سيناريوهات متشائمة متوقعة، وكيف يمكن الخروج منها، أكد لنا بالحرف:" أن ثمة داخل اللجنة العلمية من يتوقع، إذا لم نرفع من نسبة الحيطة والحذر، بما في ذلك، منع إقامة الأعراس والجنائز، أن نصل في ظرف أسبوعين من الآن، أي بعد احتفاء المغاربة بعيد الأضحى، أن نصل إلى 54 ألف حالة في الأسبوع، أي تسجيل 8000 حالة نشطة في اليوم، مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع في الحالات الحرجة، ومن ثم الوفيات المسجلة" وأوضح رئيس الحكومة الذي استقبل مجموعة من الإعلاميات والاعلاميين، في مقر رئاسة الحكومة في مدينة الرباط، أن ما جعل الدولة تحرص على عدم استفادة الموظفين من جسر الجمعة، هو خوفها من تمديد المدة الزمنية التي يستغلها المغاربة في استغلال لحظات العيد، دون الانتباه لخطورة الإصابة، الشيء الذي قد يرفع من عدد الإصابات، خصوصا وأننا نتحدث عن 900 ألف موظف، وهذا معناه أن 700 ألف موظف ستستمر في التحرك من الأربعاء إلى غاية الأحد. وأضاف بهذا الصدد:" شخصيا، لست متشائما، وأعتقد أن الاجراءات التي اتخذناها في البلاغ الأخير، والتي سنشرع في تنزيلها ابتداء من الجمعة، ستكون كافية إن شاء الله لوقف نزيف انتشار العدوى". وفي نفس السياق، أكد رئيس الحكومة، أن اللجنة العلمية اقترحت تدابير أكثر صرامة، لكن الحكومة قدرت اتخاذ تدابير تدريجيا وتقييمها خلال ثلاثة أسابيع، لكنه كان واضحا مع ممثلي وسائل إعلاما وصريحا:"طبعا إذا ارتفعت الحالات المصابة بكوفيد، سيتم اتخاذ تدابير أخرى.. هذه أرواح الناس ولا يمكن العبث بها" ومن جهة أخرى، أوضح العثماني أن الأشخاص الملقحين أقل تأثرا بكوفيد. ونبه رئيس الحكومة أن الذين استفادوا من التلقيح اكتسبوا مناعة، والدليل أنه لم تسجل في صفوفهم حالات حرجة، لكنهم يصابون وينقلون العدوى. وأشار العثماني إلى أن كل مواطن له تفاعل خاص مع اللقاح، فهناك من يطور مناعة قوية، وهناك من يطور مناعة أقل، وهناك من تستمر له المناعة لثلاثة أشهر، وهناك من تصل مناعته إلى سنة. وتوقع أن يتم اللجوء للقاح كل سنة حسب تطور الحالة الوبائية. ونبه رئىس الحكومة إلى أن عدد المتعافين كان في فترة سابقة أكبر بكثير من الحالات المسجلة، الشيء الذي تراجع في الفترة الأخيرة، بعد تصاعد الحالات النشطة، الشيء الذي انعكس سلبا على الحالات الحرجة ومن ثم على ارتفاع عدد الوفيات. وأضاف :" إننا نصارع الزمن من أجل الرفع من عدد المغاربة الملقحين، وإن همنا هو التحكم في الوباء". ومعلوم أن ما يعادل مليونين ونصف المليون مغربي يسافرون ويتنقلون في فترة عيد الأضحى للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية مع ذويهم وأسرهم، الشيء الذي كان قد شكل في عيد الأضحى المنصرم تراجعا في السنة الماضية، وقد يشكل هذه السنة أيضا انتكاسة، إذا لم يتخذ المغاربة مزيدا من الحيطة والحذر، فرجاء باسم الروح العائلية، تفادوا القبل والمصافحة والتزموا التباعد وتمسكوا بالاحترازات الضرورية المطلوبة.