لم تتردد دعاء حمودة، التلميذة المتفوقة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، في تحديد الوجهة التي ستسلكها بعد اجتيازها بنجاح باهر امتحانات البكالوريا بمعدل مرتفع توج سنين من الالتزام والعمل الجاد. دعاء ، صاحبة ال18 ربيعا ، تجد نفسها منجذبة لولوج إحدى المدارس العليا للتجارة والتسيير، حيث تريد إتمام مسارها في الدراسات العليا، ربما وعيا منها بأهمية موقع المقاولة في مغرب الغد. وقد حصلت دعاء أعلى معدل الباكالوريا بجهة الرباط- سلا-القنيطرة بمعدل 19,32 في شعبة العلوم الفيزيائية- خيار فرنسية، وهو أحد المعدلات العشرة الأولى على المستوى الوطني للباكلوريا-2021. بدت هذه التلميذة التي تابعت دراستها الثانوية بإحدى المدارس الخاصة بين أزقة مدينة تمارة، سعيدة وهي تتحدث عن إنجازها لوكالة المغرب العربي للأنباء كاشفة عن ما رسمته لنفسها حتى تحقق تفوقها في هذا الاستحقاق الوطني الذي تراه "تفوقا غير مفاجئ" بالنسبة لها. وقالت إنها بذلت مجهودا كبيرا منذ بداية السنة الدراسية، تمثل في تسطيرها ل"إطار عملي يهم التدرب المستمر من خلال إنجاز التمارين لبلوغ الكفايات المعرفية". ولم تعتبر ذلك كافيا لبلوغ الهدف المنشود، بل "ركزت أيضا على نصائح وتوجيهات الأساتذة الذين ساعدوني كثيرا في الحصول على هذه النتيجة". إلا أن دعاء لم تتردد ، في حديثها للوكالة ، عن دور العائلة في هذا التتويج. "كان لها الدور الأبرز من خلال المساندة والتوجيه، والاستقرار النفسي الذي وفرته لي طيلة مسيرتي الدراسية وخصوصا في هذه السنة المفصلية". هي سنة مفصلية لأنها ستفتح باب المستقبل أمام دعاء "التي ترغب في ولوج إحدى المدارس العليا للتجارة والتسيير"، وإن كانت لم تستقر بعد على نوع المؤسسة وطبيعة التخصص التي ستختاره، وفقها. ولم يخف والدها عبدالسلام حمودة سعادته بتفوق ابنته في معدل البكالوريا وتحقيقها للمرتبة الأولى على صعيد الجهة، إحساسا منه بأنه أكمل نصف المهمة بمساهمته ، إلى جانب أمها التي تشتغل كإدارية في سلك التعليم ، في رسم معالم أفق بدأت ملامحه تتجلى مع ولوج دعاء مستوى التعليم العالي. "أنا جد فخور بما حققته دعاء والذي لم يكن محض صدفة، بل جاء نتيجة لجهود متواصلة طيلة سنواتها الدراسية"، يقول عبد السلام الذي أورد أن ابنته "عرفت هاته السنة كيف تنظم وقتها وتضع برنامجا متكاملا لتحصيل نقط عالية". واعترف بدور الأطر التربوية "التي لم تبخل على ابنته بحسن التوجيه"، مقدرا ، في الوقت ذاته ، العمل الذي قامت تلك الأطر وهي تواجه صعوبات فرضتها جائحة كورونا وكذا نمط التعليم عن بعد. ولم يجد السيد أحمد دحيمن مدير المؤسسة التي تدرس بها دعاء، بدا من التعبير عن اعتزازه بالمرتبة التي حصلت عليها، مشيدا بخصالها ومثابرتها في الدراسة. "دعاء تلميذة مجدة كانت تتحصل على نقط جد ممتازة منذ التحاقها بالمؤسسة"، يقول السيد دحيمن الذي تابع أنها حصلت على نقط عالية في جميع المواد". وأضاف "رغم أن تخصصها علمي، فقد حصلت على نقط ممتازة في المواد الأدبية كذلك"، خالصا أن هذا المعدل الذي حصلت عليه دعاء في الباكلوريا "مشجع للجميع، من تلاميذ وأولياء أمور وأطر تربوية وإداريين". وبالمعدل الذي حصلت عليه، تكون دعاء حمودة قد صنفت في الرتبة العاشرة كأعلى معدل وطني في الباكلوريا مناصفة مع التلميذة آية آيت حسين (32، 19 /20) مسلك العلوم الفيزيائية- خيار فرنسية من جهة الدارالبيضاء-سطات، على أن أعلى معدل وطني حصلت عليه التلميذة أمينة زروالي ب53، 19 / 20 من مراكش-آسفي (مسلك العلوم الفيزيائية- خيار فرنسية).