مات القذافي، ومازالت سيرته وحدائقه السرية محط متابعة من جميع صحف العالم، ولعل آخر ما سلط عليه الضوء هو "الحياة الشبقية" للعقيد الراحل، فقد أصدرت دار النشر الفرنسية "غراسيه" كتابا يبرز كيف كان القذافي مهووسا باغتصاب المراهقات، الكتاب الذي أصدرته الصحفية الفرنسية أنيك كوجان، يحمل عنوان "الفرائس"، وفرائس القذافي هنا هن بنات ليبيا. الكتاب المتوقع أن يثير جدلا في الساحتين الأدبية والسياسية، يبدو للوهلة الأولى من طينة الكتب التي تقرأ دفعة واحدة، كيف لا وهو يجمع كل بهارات الإثارة من سياسة وسلطة وجنس وإثارة، موضوعة في قالب تحقيق للصحفية الفرنسية. يحكي الكتاب قصة ثريا ذات الخمسة عشر ربيعا، التي كانت تعيش حياة عادية إلى أن تم اختيارها لتقدم باقة زهور ل"بابا معمر" خلال زيارته لمدرستها، وما إن لمحها الفقيد حتى لمسها على كتفها، لتغير هذه اللمسة مجرى حياتها، فقد كانت هذه اللمسة السحرية إشارة من العقيد لمرافقيه أنه يريدها عبدة له، فتوجهت مستشارة العقيد إلى أهل الصبية لتطلب من أهلها أن يأذنو لها بأخذ البنت لساعة من أجل تقديم باقة أخرى من الزهور، فتحولت الساعة إلى سنوات، ونقلوها إلى إحدى إقامات القذافي البادخة، ليأمر بأن يفحص دمها، وتزين بأغلى الحلي والملابس المثيرة، توجست ثريا، واستشعرت هول ما ينتظرها. أخذوها إلى غرفة أخرى حيث كان القذافي ممددا على السرير، فبدأ بملاعبتها، إلى أن جردها من ملابسها، فنهرته ولطمته، ليطلب القذافي من مستشارته مبروكة أن تأخذ الفتاة "لإعادة تربيتها''، غير أن إرادة ثريا كانت قوية فكانت كل مرة تقاوم شراسة العقيد، فلجأ الأخير لخيار القوة حتى تمكن من اغتصابها بعنف. ساءت حياة ثريا وتحولت إلى عبدة في حريم القذافي، وأصبح ممارسة الشذوذ والإجبار على تناول المخدرات وحفلات الجنس الجماعي جزءا من حياتها. هذه حياة ثريا، وعشرات القاصرات ممن أطلق عليهم الإعلام الغربي إسم "أمازونيات" باعتبارهن أفراد في الحرس الخاص وخريجات الأكاديمية العسكرية النسائية. لم تفرح ثريا للنهاية المأساوية لمغتصبها، بل تقول في شهادتها في الكتاب أنها فضلت أن يعيش ليحاكم أمام العدالة الدولية، لجرائمه البشعة.