شرعت وزارة الصحة، بداية الأسبوع الجاري في اعتماد سياسة تواصلية جديدة تخص نشر الحصيلة اليومية لعملية التلقيح، بشكل يومي، عبر البوابة الرسمية الخاصة بالحالة الوبائية بالمغرب، لتنضاف إلى النشرة الأولى الخاصة بتتبع الخريطة الوبائية بالبلاد، والتي تحصي فيها عدد الإصابات والوفيات بالمملكة. اعتماد الوزارة للنشرة الجديدة التي تضعها في موقعها الخاص بالرصد الوبائي، يراها مراقبون بأنها تفتقد إلى المصداقية لأن الوزارة لا تنشر موازاة مع عدد المستفيدين من اللقاح حالتهم الصحية بعد الجرعة الأولى، أي تتبع ومواكبة وضعيتهم لربما تكون هناك أعراض جانبية، خصوصا وأن عددا من الدول تقر بوجود أعراض سلبية لبعض الملقحين . وبهذا الخصوص قال الخبير في الصيدلة عزيز غالي، إن الوزارة سلكت نفس العملية التواصلية الأولى،مشيرا إلى أنه حسب الاحصائيات الرقمية ف 200 ألف حالة استفادت من اللقاح ولحدود الساعة لم تتحدث الوزارة ولو بالإشارة عن الأعراض الجانبية التي لازمتها. وأبرز غالي في حديثه مع "فبراير" أنه معروف على الصعيد العالمي بعد الشروع في عملية التلقيح، ظهور أعراض جانبية ، مؤكدا أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذي يترأسها، توصلت باتصالات من بعض الذين استفادوا من التلقيح يقرون بوجود بعض الأعراض، مثل ارتفاع الحرارة أو القشعريرة. وطالب غالي من الوزارة تتبع استراتيجية تواصلية مباشرة وشاملة، لأن الوضعية الراهنة حساسة والمواطن يحتاج إلى طمأنته للتشجيع على التلقيح، بعيدا عن نشر أرقام جافة عن عدد المستفيدين فقط. وأبرز غالي أن مجموعة من المراكز في المناطق خارج المدن أو في المدن الصغيرة والقرى، لا تتوفر على طبيب لمعاينة المريض لو ظهرت عليه أعراض جانبية، كون عملية التلقيح يقوم بها الممرض عوض الطبيب، "فحتى داخل المدن مثلا في القنيطرة الأطر الطبية استفادوا من التلقيح لكن لا يتوفرون على معلومات عن الطبيب الذي يمكن استشارته لو ظهرت عليهم أعراض جانبية. وأضاف المتحدث أن وزارة الصحة عليها أن تكون حازمة في مسألة تتبع الملقحين ل 72 ساعة بعد الجرعة سواء بالاتصال الهاتفي أو بطريقة من الطرق، حتى يطمئن بال المواطن لأن الوزارة تواكب حملة التلقيح. وسجل غالي أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تدرس اعتماد تطبيق إلكتروني ذكي لتتبع الحالات التي تعاني من الأعراض الجانبية بعد التلقيح، وهو تطبيق سهل الاستعمال ويتوفر على بعض الأسئلة البسيطة وبإمكان أي مواطن الإجابة عنها، والغاية منه ربط قنوات الإتصال بين المواطن ووزارة الصحة بطريقة سلسة . وأشار غالي إلى أن الوزارة لم تفرج بعد عن موقفها بخصوص وضعية الأشخاص الذين تم تلقيحهم بلقاح أسترازينيكا وتفوق أعمارهم 65 سنة، لأن مجموعة من الدول مثل فرنسا والسويد أقرت اعتمادا على دراسات علمية، أن لقاح أسترازينيكا لا يعطي النتيجية المطلوبة للأشخاص فوق 65 سنة.