يحتفل أمازيغ المغرب ، بالسنة الأمازيغية الجديدة 2971 يوم الثاني عشر من شهر يناير الجاري وسط مطالب بإقراره عيدا وطنيا رسميا، على غرار الجارة الجزائر. إقرار "أيض ايناير" عيدا وطنيا يعود إلى الواجهة السياسية قبل 13 عشر من يناير، بين من يطالب بترسيم ر أس السنة الأمازيعية، وبين من ذهب بعيدا إلى تحريم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية مثل شيوخ السلفية بالمغرب. ودعا الشيخ السلفي الحسن الكتاني، في تدوينة على صفحته في الفايسبوك المغاربة إلى عدم الاحتفال بدخول السنة الأمازيغية الجديدة، بدعوى أنها "عيد وثني جاهلي أحياه بعض جهلة المسلمين"، واصفا الداعين إلى الاحتفال بها ب"الشردمة المتعصبة. ووصف الشيخ السلفي الداعين إلى الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ب"شردمة متعصبة" تخدم أعداء الدين والوطن وتريد بث الفرقة والفتن بين أبناء الشعب المغربي المسلم على اختلاف أعراقهم" موقف الكتاني وغيره من شيوخ السلفية بالمغرب، قوبل بردود متباينة في مواقع التواصل الاجتماعي بينما ذهب الناشط الحقوقي إلى اعتبار السلفيين، يريدون ممارسة نوع من الوصاية على المجتماع بإصدار فتاى "حمقاء وغبية" على حد عبيره. وأكد عصيد في حديثه مع "فبراير" أن مشكلة السلفيين من عدم الاعتراف بالسنة الامازيغية، متعلقة بمرجعيتهم وأسلوبهم في التفكير ومصادرهم التي هي كلها أجنبية، شرقية حيث أنهم ينتمون إلى تيار ديني وإيديولوجي هو السلفية الوهابية التي تنتمي إلى جزيرة العرب وهي غريبة عن نمط التدين المغربي وبعيدة عن تقاليد وتاريخ المغرب. وأبرز النشط الأمازيغي أن السبب الأول الذي تعود إليه هذه المواقف المتشددة عند السلفيين، هو جهلهم بتاريخ المغرب وحضارته، حيث أن كل جهدهم منصب على معرفة ما يقوله فقهاء الشرق، من ابن حنبل إلى ابن تيمية إلى محمد بن عبد الوهاب، لكن التدين المغربي في سياقه الخصوصي يزعجهم السبب الآخر حسب نفس المتحدث، هو نفورهم من كل ما هو أمازيغي فهم يقدسون العربية ويعتبرون أن الأمة الاسلامية يجب أن تكون لغتها العربية فقط، فكل من له صلة بالأمازيغية لغة وتقافة وهوية ينفرون منه ويعتبرونه وثنيا لأنه يرمز إلى العراقة التاريخية، إلى مرحلة ما قبل الاسلام. وأضاف عصيد الاحتفال برأس السنة الامازيغية يعود إلى آلاف السنين، فهو إذا بالنسبة لشيوخ السلفية طقوس وثنية أو جاهلية كما يسمونه في مرجعيتهم، لذلك فهم يعانون من غربة ذهنية يعيشون نوعا من الاغتراب الذهني، لأنهم يعيشون بأجسامهم في المغرب لكن بأذهانهم يعيشون في المشرق البعيد، لذلك لا يشاركون في أعيادنا وثقافتنا وطقوسنا، بل يريدون ممارسة نوع من الوصاية على المجتماع بإصدار فتوى "حمقاء وغبية" تخلق لهم تصادما مع المجتماع. وفي سياق عدم إقرار الدولة للسنة الأمازيغية عطلة رسمية بالبلاد، أكد عصيد أن الموضوع غير مفهوم، "بل كان مفهوما قبل سنوات عندما لم تكن هناك مرجعيات قانونية وسياسية للأمازيغية داخل الدولة، أما الآن فهناك أربع عوامل تجعل تأخير الاعتراف برأس السنة الأمازيغية أمرا غير مفهوما. وأشار عصيد إلى العامل الأول وهو ترسيم الأمازيغية في الدستور، ثم إصدار القانون التنظيمي منذ 1 أكتوبر 2019 ثم العامل الثالث والمتمثل في وقوع ترسيم فعلي في الجزائر الجارة التي جعلت من رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة منذ سنة، ثم عمق الاحتفالات الشعبية وزخمها في المجتماع بحيث أن الاحتفالات تشغل كل التراب الوطني.