كشفت الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات الناجمة عن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها المغرب حد الهشاشة التي تعانيه البنيات التحتية المختلفة في عدد من المدن وحجم الإصلاحات التي ينبغي مباشرتها على مستوى عدد من القطاعات، خصوصا شبكات صرف مياه الأمطار. وحتى المقابر لم تسلم من الخسائر والأضرار، إذ تسبب منسوب المياه الذي تجمع أو تسلل إلى عدد منها في أكثر من مدينة في انهيارات لمقابر قديمة وتسرب المياه إلى أخرى حديثة، خصوصا التي لم يتم بناؤها بشكل جيد. وهو ما انتقده الكثيرون معبرين عن الحزن من انتهاك لحرمة الموتى والقبور بشكل كان يمكن عدم حدوثه لو تلقت قليلا من الاهتمام. وبعد الصور التي تناقلت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي لانهيارات بالجملة للمقابر في مقبرة الغفران بالدار البيضاء، حيث انتقد الكثيرون حجم الضرر الذي لحق بها، انتقل متطوعون إلى مقبرة بسلا لإصلاح الأضرار التي خلفتها الأمطار والمياه الكثيرة التي تجمعت فيها. يتعلق بمقبرة سيدي بلعباس التي لا تبتعد كثيرا عن المدينة القديمة لعدوة الرباط. وأكد نشطاء أن آثار السيول المنجرفة أثرت كثيرا على هذه المقبرة القديمة، حيث تجندوا لإصلاحها اليوم الثلاثاء، بدعوة من الجمعية المكلفة بتدبير مقابر مدينة سلا، وذلك بعد توقف التساقطات المطرية التي شهدتها الرباطوسلا ولم تتوقف منذ الأربعاء الماضي. ووفق للمشاركين في هذه المبادرة، فإن عددا من المواطنين استجابوا لهذا النداء من أجل "إصلاح ما خلفته هذه الأمطار وإزالة المياه من القبور الفارغة وتسوية القبور التي تضررت بشكل كبير".