قد لا تتفقون مع اسيدون، لكنه حقوقي مسالم، يسبقه وجهه الطفولي، وخفوت صوته وهدوء أعصابه في التعبير عن رأيه. هو يهودي مغربي، وفلسطيني أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. هو أول من يصل إلى عين المكان، كلما تعلق الأمر بوقفة أو تظاهرة تندد بالترويج لبضائع إسرائيلية، ولا يخلف وعده مع كل المسيرات الداعمة لقضية فلسطين. ورغم طبعه الهادئ، غضب مني وأنا أتقمص دور معارضيه وأطرح عليه أكثر الأسئلة استفزازا في حوار مطول سننشره على حلقات. يروي الحقوقي سيون اسيدون في حوار له مع « فبراير.كوم » كيف قررت ست جمعيات التعبير عن استنكارها لما وصفته بال »خطوة التطبيعية الخطيرة » القاضية باعادة فتح مكتب الاتصال الاسرائيلي، مضيفا: « لكننا فوجأنا في الرباط بوجود ما بين 2000 و3000 عنصر امني، شكلوا حواجز أمنية أمام الأشخاص الذين حاولوا الوصول إلى شارع محمد الخامس، حيث منع التجول في شارع محمد الخامس يومئذ.. » ويواصل الحقوقي سيون اسيدون: » شخصيا توجهت إلى عين المكان ولم ينتبه لي أي أحد، وهناك التقيت النقيب عبد الرحمان بنعمر، وبدأت المضايقات لدفعنا خارج شارع محمد الخامس، فاذا بموكب 25 شرطي وضباط يدفعوننا من الشمال وموكب يدفعوننا باتجاه آخر، بحيث كنا أمام وقفة ومظاهرة أمنية فيها أكثر من 50.. « وحينما سألناه هل تم تعنيفكم، قال بالحرف: » كان الدفع بلطف وأحيايين أخرى بقوة، لكنني فوجأت بأحد الضباط الذي حاول ازالة الكوفية التي كانت في عنقي، مع العلم أن الكوفية تعتبر رمز فلسطين، وما كان ينبغي له أن يحاول المساس بها بهذه الطريقة، أظن كانت هناك توصية يومها، مؤداها، لا نريد فلسطين في هذا الشارع اليوم، حيث سمعت في نفس الآن عبارة لا داعي، ومن الواضح أن السلطة تفادت أي حادث عنف، لأن الفضيحة كانت ستكون أكبر. » وأضاف الحقوقي سيون أسيدون: « لم يكن من الممكن التعبير بأي شكل من الأشكال عن رأي مخالف للرأي الرسمي في شارع الرباط. »