يواصل المغرب جهوده الرامية الى مساعدة الليبيين في التوصل إلى حل سياسي ينهي الانقسام في البلاد ويجنبها الخلافات السياسية والمواجهة العسكرية. فبعد جلسات الحوار الليبي التي تمت بمدينة بوزنيقة في شتنبر وأكتوبر الماضيين، التي تمكن من خلالها الفرقاء الليبيون من التوصل إلى اتفاق على معايير التعيين في المناصب السيادية، انطلق اليوم بمدينة طنجة الاجتماع التشاوري الرسمي لأعضاء البرلمان الليبي بشقيه في العاصمة طرابلس وشرق مدينة طبرق. وفي تصريح خص به ‘فبراير'، أكد عضو مجلس النواب على مدينة طرابلس الليبية سعد المريني، أن النقاش الدائر خلال الجلسة المكتملة لمجلس النواب الليبي المنعقدة بطنجة المغربية، كان مثمرا، مشرا الى أن الهدف الرئيسي من هذه الجلسة هو التآم أعضاء مجلس النواب استعدادا لعقد جلسة رسمية بمدينة الغدامس اللليبية خلال الأسبوع القادم. من جانبه قال العضو في مجلس النواب الليبي خليفة الدغالي، بان الأجواء التصالحية هي السائدة في الاجتماع المنقد بطنجة بدعوة من المملكة المغربية، مؤكدا أن المجتمعون يسعون الى تضميد جراحهم وطي كل الخلافات بشكل نهائي بين الفرقاء الليبيين. وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وأن قال اليوم الثلاثاء إن الهدف من الاجتماع التشاوري لمجلس النواب الليبي هو "تذويب الجليد بين مختلف المكونات بعد مدة من التباعد، وتحديد تاريخ لعقد جلسة في ليبيا". جاء ذلك في كلمة له خلال الاجتماع التشاوري الرسمي لأعضاء البرلمان الليبي بشقيه، والمنعقد في مدينة طنجة المغربية. ولفت بوريطة إلى أن "الهدف من الاجتماع أيضا توحيد المواقف والرؤى بشأن مخرجات الحوار السياسي، بالإضافة إلى تزكية مخرجات بوزنيقة المتعلقة بالمناصب السياسية". وتابع "الاجتماع يهدف إلى تهييء مجلس النواب ليلعب دوره كاملا خلال الفترة المقبلة". وكان واضحاً أن مساعي المملكة المغربية على امتداد الأشهر الماضية قد أفلحت، في النهاية، بإطلاق مسار بوزنيقة في 6 شتنبر الماضي، وجمع أطراف الأزمة الليبية بعد فترة طويلة من عرقلة العملية السياسية. وهو الأمر الذي كان حتى عهد قريب مستحيل التحقق، كما فتح آفاقاً واسعة لإمكانية تحقيق مصالحة تاريخية بين طرفي الصراع، وإطلاق دينامية جديدة لتحقيق تقدم في مسارات أخرى. وأكد عدد من الخبراء ان نجاح الحوار الليبي في المغرب لم يكن بمحض الصدفة، وإنما كانت وراءه أسباب عدة ساعدت في ذلك. من أبرزها تبنّي الرباط منطق الحياد الإيجابي في الملف منذ بدايته، بتأكيدها الانفتاح على الأطراف الليبية كافة والاستماع إليها. وهو ما ساهم في نشر الثقة ليس فقط لدى المتفاوضين، بل حتى لدى المجتمع الدولي. تقرؤون أيضا: طرفا الحوار الليبي يتوصلان إلى “تفاهمات” حول ضوابط اختيار شاغلي المناصب السيادية الأممالمتحدة: جلسات الحوار الليبي في بوزنيقة “فرصة حقيقية” لإنهاء النزاع الطويل بهذا البلد الحوار الليبي ببوزنيقة المغربية تهيئ أرضية للتقدم نحو بلورة حل للأزمة الليبية