أفتاتي والرويسي وجها لوجه وشباط يختار أسلوب التقية! تحولت ندوة سياسية حول موضوع الحراك السياسي والاجتماعي بالمغرب إلى حلبة صراع، وقد شد انتباه الحاضرين كل من البرلماني عبد العزيز أفتاتي عن العدالة والتنمية، والبرلمانية المعارضة خديجة الرويسي عن الأصالة والمعاصرة. وهاجم أفتاتي حزب الأصالة والمعاصرة، وحمله مسؤولية تردي الوضع السياسي بالمغرب، وذكر الحضور بالخطوات الأولى لتنشئته، إلى أن حصل الحزب على الرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية لسنة 2009. ولم تتقبل خديجة الرويسي سهام نقد أفتاتي، وأجابته غاضبة أنه لو كان لأعيان الأصالة والمعاصرة كل هذه الامتيازات الذي تحدث عنها أفتاتي لاستفادت منها أولا لكشف حقيقة أخيها المختطف. وانتقذت البرلمانية الرويسي حزب المصباح وذكرت البرلماني الإسلامي افتاتي بحكاية تأسيس حزب العدالة والتنمية... وتواصل مسلسل الشد والجذب بين الطرفين، وأخذ أفتاتي الكلمة موجها كلاما مباشرا للرويسي بالقول "أنتم جزء من مشاكل السياسة بالبلد" وأذكركم بقول "أعيانكم" عندما حاربوا العدالة والتنمية وهددونا بتهميشنا سياسيا وقالوا بالحرف " لا مكان لكم في الساحة السياسية، ربما عليكم انتظار انتخابات 2022 لأن الدورتين التشريعيتين القادمتين حسم أمرهما". وقد تفاعل البعض ممن حضر الندوة التي نظمتها جريدة "المشعل" مع انتقادات أفتاتي لحزب "البام"، وهو ما لم تتقبله الرويسي، التي انتفضت غاضبة وقالت للطرف الآخر إن تصرفاتهم تعبر عن مستواهم، وأن من عايش الحياة السياسية منذ الثمانينات في الجامعة لن يأبه بمثل هذه الأمور. وقد حضر الندوة أيضا كل من الاستقلالي حميد شباط، ومحمد الساسي عن الحزب الاشتراكي الموحد، فيما تخلف الاتحادي حسن طارق . وقد بدا حميد شباط هادئا، ولم يشأ أن يخوض في أي جدال مع أي حزب، خصوصا أنه مقبل بعد أسبوع على انتخابات الأمانة العامة لحزبه، بل حتى أنه تناسى علاقاته المتوثرة مع "البام"، وقال "لقد تغير حزب الأصالة والمعاصرة عما كان عليه في 2009، والمواقف بدورها تتغير"، وهو ما اعتبره بعض الحضور أسلوبا "للتقية" لتفادي أي احتكاك محتمل قبل الحسم في موضوع الأمانة العامة لحزب الاستقلال. أما محمد الساسي فقد انتقد بشدة التلكؤ في إنزال الدستور، واعتبره كان أقل مما توقعه الحراك في المغرب متمثلا في حركة 20 فبراير، وأكثر مما توقعته الأحزاب السياسية، ووصف الساسي النظام الحالي بين "اللاديكتاتورية واللاديمقراطية"...