جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الاتهامات بحصول عمليات تزوير من دون أن يقدم أي دليل عليها، مكررا التأكيد أنه الفائز في الانتخابات الرئاسية، ما يتعارض مع النتائج التي تميل دفتها إلى منافسه الديموقراطي جو بايدن. وقال ترامب أمام الصحافيين في البيت الأبيض في تصريحات مبهمة لم يراع فيها جانب الحقيقة في كثير من الأحيان "إذا أ حصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أ حصيت الأصوات غير القانونية يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات من ا". وقطعت محطات تلفزيونية أميركية عدة مساء الخميس النقل المباشر للكلمة التي ألقاها ترامب بسبب تضمن ها "سيلا من الأكاذيب". ويبدو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بعد أكثر من يومين على الانتخابات معزولا داخل حزبه في حملته على "سرقة" الاقتراع الذي يقول إنه ضحية لها. وقال حاكم نيوجيرزي السابق وحليف الرئيس كريس كريستي عبر محطة "ايه بي سي"، "لم نسمع الحديث عن أي دليل" محذرا من خطر تأجيج التوتر من دون عناصر ملموسة. وقبيل الساعة 02,30 صباح الجمعة أكد ترامب مجددا في تغريدة انه قادر "على الفوز بالرئاسة بسهولة مع الأصوات القانونية المدلى بها". وكان ترامب تلقى دعما من عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وقال الأخير لمحطة "فوكس نيوز"، "أقول لكم إن الرئيس غاضب وينبغي على الناخبين أن يغضبوا أيضا". وبعد كلام ترامب دعا جو بادين مجددا إلى الهدوء والصبر. وكتب في تغريدة "لن يسلب أحد منا ديموقراطيتنا لا اليوم ولا أبدا". وقبل ساعات على ذلك، أبدى المرشح الديموقراطي ثقته بفوزه القريب خلال كلمة اتسمت بلهجة رئاسية. وقال بايدن للصحافيين في مسقط رأسه ويلمينغتون بولاية ديلاوير "أطلب من الجميع التزام الهدوء. العملية تسير كما يجب والفرز جار وسنعرف النتيجة قريبا جدا (..) لا نملك أدنى شك بأن ه مع انتهاء تعداد الأصوات، سي علن فوزنا". وكانت أعين الأميركيين الذين ينتظرون معرفة هوية الرئيس الذي سيحلف اليمين في 20 كانون الثاني/يناير، شاخصة إلى بنسلفانيا التي قد تضع حدا لحالة الترقب هذه. ففي حال فاز بايدن نائب الرئيس السابق في عهد باراك أوباما، بهذه الولاية الصناعية يصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة. فالناخبون الكبار العشرون في هذه الولاية سيسمحون له بتجاوز عتبة 270 ناخبا كبيرا التي تؤمن له الفوز وتجعله يدخل البيت الأبيض فيما يكتفي دونالد ترامب بولاية رئاسية واحدة. ويتقلص تقدم ترامب المسجل في يوم الانتخابات بشكل كبير مع فرز الأصوات الواردة عبر البريد التي نال المرشح الديموقراطي 80 % منها. ولم يعد الملياردير الأميركي الجمعة الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش متقدما إلا ب18229 صوتا في هذه الولاية. في جورجيا، تقلص الفارق أيضا وباتت المنافسة محتدمة جدا. وكان ترامب متقدما فقط ب665 صوتا على منافسه الديموقراطي وهو هامش ضيق جدا من شأنه أن يؤخر إعلان الفائز في هذه الولاية. وخلافا للوضع في بنسلفانيا وجورجيا، يستفيد ترامب مباشرة من تأخر الفرز في أريزونا. فهو يقلص الفارق مع جو بايدن ما قد يحرم المرشح الديموقراطي من أصوات 11 ناخبا كبيرا كانت وكالة "اسوشييتد برس" و محطة "فوكس نيوز" منحتها لجو بايدن اعتبارا من مساء الثلاثاء على أساس نتائج جزئية ونماذج إحصائية تعتبر عادة مضمونة جدا. وكان ترامب أعلن في ليلة الانتخابات أنه فاز بالانتخابات وانه سيحتكم إلى المحكمة الأميركية العليا لكنه بقي مبهما حول الدوافع. في الواقع باشر محاموه عدة إجراءات قضائية على مستوى الولايات مطالبين مثلا بإعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن. ويرى الديموقراطيون إن هذه الشكاوى لا أساس لها إلا أنها قد تؤخر تأكيد النتائج أياما عدة لا بل أسابيع. في ميشيغن وجورجيا، رفض قاضيان شكاوى جمهورية. وتشمل إحدى هذه المعارك ولاية بنسلفانيا حيث تجهد السلطات لفرز الكم الهائل للأصوات الواردة بالبريد. وبطلب من معسكر ترامب، أمر قاض السلطات المحلية السماح لمندوبين جمهوريين الدخول إلى مركز المؤتمرات في فيلادلفيا لمتابعة عملية الفرز عن كثب. وفي الخارج، تظاهر أنصار ترامب منددين بعمليات تزوير في مواجهة تظاهرة مضادة. وقالت إيما كابلان (30 عاما) لوكالة فرانس برس "ترامب بصدد القيام بانقلاب لسرقة الانتخابات". ويشن مساعدو ترامب وعائلته حملة لاقناع ناخبيهم بحصول عمليات غش واسعة النطاق ولا سيما في ولايات مثل بنسلفانيا التي يحكمها ديموقراطيون. لكن يبدو أن المعسكر الجمهوري بدأ يسلم بالنتيجة. وقال كارل روف مستشار جورج دبليو بوش السابق في مدونة "سرقة مئات آلاف الأصوات تعني وجود مؤامرة واسعة جديرة بمغامرات جيمس بوند. هذا أمر مستحيل".