قال محمد شهاب الإدريسي، المدير التنفيذي لمعهد الدراسات المستقبلية في بيروت، إنه من المبكر الحديث عن تأثير انفجار مرفأ بيروت على الوضع السياسي داخليا، مشيرا إلى أن هناك العوامل متشابكة والفاعلين المحليين والدوليين. وأضاف المتحدث ذاته أن لبنان جزء من محيط يعج بالتنافسات والملفات المفتوحة، وملف الغاز بشرق المتوسط وملف إعادة الاعمار بسوريا. وسجل المتحدث ذاته أن هناك ملفات كثيرة في العالم، تتقدمها الانتخابات في الولاياتالمتحدة على أساسها ستتضح الرؤية بشكل أو بآخر. أطلق صندوق الأممالمتحدة للسكان نداءا عاجلا من أجل توفير 19،6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات اللازمة لإنقاذ أرواح النساء والفتيات المتضررات من جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن مصرع ما لا يقل عن 160 شخصا وإصابة نحو 6 الف آخرين ونزوح نحو 300 ألف شخص. وذكر المركز الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة في بيان اليوم السبت أن الهيئة الأممية تعمل على مضاعفة جهودها وتوسيع نطاقها لتلبية الاحتياجات الطارئة لنحو 81 ألف سيدة في سن الإنجاب و 48 ألف من الشباب والشابات من بين 300 الف شخص نزحوا جراء الانفجار. وبالنظر لتضرر العديد من أقسام الولادة ومراكز الرعاية الصحية الأولية، دعا صندوق الأممالمتحدة للسكان إلى ضمان استمرار تقديم خدمات الرعاية الصحية السابقة للولادة وأثناء الولادة لمن هم في حاجة إليها بين النازحين بفعل الانفجار، بما في ذلك نحو 4000 من النساء الحوامل. وأوضح أنه سيخصص الأموال المطلوبة لتوفير الخدمات المتكاملة العاجلة في مجال الصحة الإنجابية، بما في ذلك حالات الولادة الطارئة ورعاية المواليد الجدد، وخدمات تنظيم الأسرة، لرعاية ما قبل الولادة واللاحقة لها. كما سيقوم بشراء المعدات الطبية والأدوية واللوازم الضرورية لأقسام الولادة والمرافق الصحية المتضررة، ويوفر فضلا عن ذلك اللوازم والمعدات الطبية، ومعدات الحماية الشخصية لمقدمي الرعاية الصحية. وبحسب الصندوق فإن الانفجار ألحق أضرارا فادحة بنحو 80 مركزا من مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتأثر 15 مستشفى بدرجة كبيرة نتيجة الانفجار، كما أن ما لا يقل عن ثلاث مستشفيات أصبحت معطلة عن العمل وغير قابلة للتشغيل جزئيا أو كليا. وسجل أن انفجار مرفأ بيروت أحدث أزمة أخرى واسعة النطاق في لبنان، وهو بلد يعاني من أزمة مالية واقتصادية خطيرة، فضلا عن جائحة كوفيد-19، مذكرا أنه في الأشهر الأخيرة ، أدى الانكماش الاقتصادي، وتزايد الفقر، والتضخم، وارتفاع أسعار المنتجات الأساسية إلى تفاقم الاحتياجات الأساسية لدى المجتمعات المحلية اللبنانية وغير اللبنانية على حد سواء، بما في ذلك ما يقرب من 1.5 مليون لاجئ يشكلون أعلى عدد من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد السكان. وبالنظر إلى النزوح والصعوبات الاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة وإنشاء مآوي مؤقتة لمن أصبحوا بلا مأوى، يتوقع صندوق الأممالمتحدة للسكان أن تزداد مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال والاعتداء الجنسيين زيادة كبيرة، مشيرا إلى أن هذه المخاطر بدأت بالفعل في الازدياد قبل وقوع الحادث، الأمر الذي يعزى إلى حد كبير إلى جائحة كوفيد-19. وانطلق، الاثنين الماضي، العمل بالمستشفى الميداني العسكري ببيروت، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية لإقامته بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للمصابين جراء الانفجار المفجع الذي وقع في ميناء بيروت.ويسهر على تأمين الخدمات بالمستشفى الميداني طاقم من 150 فردا، من ضمنهم فريق طبي مكون من 45 طبيبا من تخصصات مختلفة (الإنعاش، الجراحة، العظام والمفاصل، الأنف والأذن والحنجرة، العيون، علاج الحروق، جراحة الأعصاب، وطب الأطفال، وصيادلة)، فضلا عن ممرضين متخصصين وفريق للدعم والمواكبة. ويشتمل المستشفى الميداني، الذي حضر انطلاقته سفير المغرب بلبنان امحمد كرين، أيضا على جناح للعمليات، ووحدات للاستشفاء، والفحص بالأشعة، والتعقيم، ومختبرا وصيدلية، ومرافق صحية وإدارية ولوجستية. وبالمناسبة، أكد مدير المستشفى الميداني ،البروفيسور شكار قاسم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذا المستشفى الذي أقيم بتعليمات من الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ، يهدف إلى تقديم خدمات طبية علاجية لفائدة اللبنانيين المصابين جراء الانفجار الذي هز مرفأ بيروت ، ومساعدتهم على تجاوز تداعيات الانفجار. وأضاف أن هذه المنشأة الطبية تتوفر على جميع الوسائل التي تمكن من تقديم العلاجات للمصابين في الفاجعة التي ضربت مرفأ بيروت . وتابع ،أن المستشفى، الذي يتوفر على عدة مرافق صحية منها أسرة استشفائية وغرفة للجراحة مجهزة ، سيعمل على استقبال المرضى ويقدم لهم خدمات طبية متنوعة في عدد من التخصصات ، وكذا خدمات أخرى مثل إجراء التحاليل الطبية وتوزيع الأدوية .