أعاد انفجار بيروت للأدهان حادثة مماثلة وقعت قبل 73 عاما بولاية تكساس في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسبب الإنفجار نفسه نترات الأمونيوم. فبالرغم من التشبيهات والاستعارات التي أطلقت على انفجار مرفأ بيروت بأنها شبيهة بانفجار قنبلتين نوويتين اللتين ألقتهما الولاياتالمتحدة على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين في 9و6 غشت 1945 على التوالي، وانفجار مفاعل تشرنوبيل النووي في أوكرانيا (الاتحاد السوفياتي سابقا) في عام 26 أبريل 1986، إلا أن انفجار تكساس يبقى الأقرب لما حدث في مرفأ بيروت. ففي خليج غالفستون في تكساس، اندلع حريق عند الساعة الثامنة صباحا من يوم 16 أبريل 1947 في سفينة "أس أس غرانكان" التي كانت تحمل على مثنها نحو 2300 طن من نترات الأمونيوم. حاولت أفواج من رجال الإطفاء إخماد النيران لكن دون جدوى، و قبل حلول الساعة التاسعة صباحا، أمر قبطان السفينة رجاله بتبخير الحريق، محاولا حماية البضائع، غير أن العملية باءت بالفشل وأتت النتيجة عكسية، فبدأت النيران تحرق كل شيىء في تلك السفينة، وبدأ الناس بالتدفق إلى المرفأ لمشاهدة الحريق، وعند الساعة التاسعة وإثنا عشر دقيقة انفجرت السفينة ودمرت في طريقها سفينة كانت تحمل النفط، محدثة موجة تسونامي بارتفاع 4.5 أمتار، وصلت إلى بعد 160 كيلومترا. وأدى الانفجار إلى تدمير نحو ألف مبنى، وانفجرت طائرتان كانتا تحلقان بسبب العصف، وتحطم زجاج النوافد. كما قتل إثر هذا الانفجار أزيد من 564 شخصا وجرح نحو 8 ألاف أخرين. وكلفت إعادة بناء ما دمر بالانفجار حوالي 100 مليون دولار أي 1,5 مليار دولار بالقيمة الحالية، بعدها رفعت" إليزبيث دايلهايت " دعوى على محكمة الولاياتالمتحدة، بموجب قانون فيدرالي لإصلاح الضرر. وبعد معركة قضائية خاسرة، أعاد الكونغرس الاعتبار لضحايا الانفجار في عام 1957، مانحا تعويضات بقيمة 17 مليون دولار للضحايا. وهذا نفسه ما شهدناه قبل يومين في انفجار مرفأ بيروت في لبنان. وعلى الرغم من تشابه بين الحادثتين، في كثير من مشاهدهما، يبقى السبب الذي أدى إليهما، هو نترات الأمنيوم، الأكثر بروزا، لتبقى هذه المادة شاهدة على كارثتين يفصل بينهما أكثر من 7 عقود من الزمن.