لاتزال العاصمة اللبنانية، بيروت، في حالة صدمة محاولة لملمة جراحها بعد الانفجار المرعب، الذي شهده مرفأها، مساء أمس الثلاثاء، الذي أدى إلى مقتل أكثر من مائة شخص، وإصابة أزيد من 4 آلاف، وفق وكالة الأنباء الفرنسية. في حين دخلت البلاد، اليوم الأربعاء، في حالة حداد وطني حزنا على الضحايا، أعلن مجلس الدفاع الأعلى العاصمة "مدينة منكوبة" كما أعلن حالة طوارئ لمدة أسبوعين في العاصمة، وسلم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية. وكشف محافظ بيروت، مروان عبود، اليوم، عن وجود تقرير أمني من 2014 يحذر من حصول انفجار في بيروت. ونقل موقع قناة "LBC" اللبنانية، عن المحافظ، قوله إن "المواد هي مواد شديدة الانفجار محجوزة من قبل القضاء وموضوعة بطريقة لا تراعي السلامة العامة". وأضاف المتحدث نفسه: "خسرنا 10 عناصر من فوج إطفاء بيروت، وحجم الأضرار يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، وربما أكثر والمئات من أهالي بيروت أصبحوا من دون سكن". وكان محافظ بيروت مروان عبود قد أعلن، أمس، أن الاتصال مفقود مع فريق إطفاء مكون من 10 عناصر، جاؤوا لإطفاء الحريق بعد الانفجار الأول في المرفأ، ثم وقع الانفجار الثاني وتم فقدان الاتصال معهم، مضيفا وهو يبكي: "ما حدث أشبه بما حدث في اليابان في هيروشيما وناغازاكي". ووفقا لتصريحات رسمية، فإن الانفجار، الذي تسبب في دمار هائل نجم عن شحنة من نترات الأمونيوم، تقدّر بنحو 2750 طنا، موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون إجراءات وقائية. وقد أرسل الانفجار موجات صدمة في أنحاء العاصمة اللبنانية، فتهشمت الواجهات الزجاجية للمباني، وانهارت الشرفات. وقال وزير الداخلية اللبناني إن المعلومات الأولية تشير إلى أن مواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات، ومخزنة هناك، قد انفجرت. وقال لاحقا لتلفزة الجديدة إن مادة النترات كانت مخزنة هناك، منذ 2014. ونترات الأمونيوم مادة قابلة للاشتعال في ظروف معينة، وكانت إحدى المواد، التي استخدمت في تفجير وقع في أوكلاهوما سيتي عام 1995، وتسبب في سقوط 168 قتيلا، وفقا لرويترز. وفي عام 2013، حدث انفجار في مصنع للأسمدة في منطقة وست في ولاية تكساس، وخلف 14 قتيلا وما يقرب من 200 مصاب، وتوصل المحققون إلى أنه نجم عن نترات الأمونيوم.