ناشدت جمعية محاربة السيدا، وزير الصحة من أجل إيلاء الأولوية اللازمة لمشكل الالتهابات الكبدية "س"، وذلك وفقا للتوجيهات الملكية في هذا الموضوع والتي جاءت في خطاب وزير الصحة السابق البروفسور الوردي حينما أعلن عن إطلاق صناعة الأدوية الجنيسة بتاريخ5/11/2015 وطالبت الجمعية انطالاقا من دورها كمجتمع مدني متخصص في مثل هذه المواضيع، إلى "ضرورة الاطلاق الفوري للمخطط الاستراتيجي الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية والذي تمت بلورته بشكل تشاركي مع كل الفاعلين، حيث لا يعقل ان يبقى حبيس الرفوف منذ ذلك التاريخ". وشدد المصدر ذاته إلى جعل الولوج لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي أولوية الأولويات، والذي يستدعي بالموازاة توفير الأدوية الجديدة في المؤسسات العلاجية، وكذا تسهيل ولوج عموم المواطنين، خصوصا الفئات المعوزة والأكثر عرضة للإصابة، لهذه الخدمات من خلال ادماجها في مجال تغطية نظام الرميد. وأكدت الجمعية على ضرورة العمل على توفير الأدوية بأثمنة جد مناسبة وخفض اثمنة تأكيد التشخيص والتتبع حتى يتم تخفيف العبئ على كافة أشكال التغطية الصحية(AMO et RAMED) وعلى المواطنين اللذين لا يتوفرون علي اي منهما. ودعت الجمعية في بلاغ لها إلى : "تمكين الأطباء العامون من تتبع المرضى حديثي الإصابة، الذين ليسوا في حالات متقدمة او معقدة من المرض, وهو ما ثم تبنيه من خلال المذكرة المشتركة بين جمعيتنا والمنتدى المغربي للأطباء في 8 يونيو 2018 بالدار البيضاء". هذا ويصادف 28 يوليوز تخليد العالم لليوم العالمي لمحاربة الالتهابات الكبدية في ظل الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد 19 والتي فاقمت هشاشة الفئات المهمشة والأكثر عرضة للصابة بفيروس الإلتهابات الكبدية "س" حيث سجل تزايد نسبة الوفايات عند الأصابة بكوفيد 19 لذى الأشخاص المصابين بالإلتهاب الكبدي "س". عبر العالم، يقدر عدد المصابين بالإلتهاب الكبدي "س"، في شكله المزمن، بحوالي 71 مليون شخص, وهو ما يعرضهم أكثر لمضاعفات خطيرة باهضة التكلفة من قبيل تشمع وسرطان الكبد . في المغرب يقدر عدد المصابين ب 400000 شخص فيم يصل عدد الوفايات سنويا لما يقارب 5000 شخص. للتذكير، منذ 2016 تم وضع مخطط استراتيجي وطني للقضاء على الإلتهاب الكبدي "س" في حدود 2030 . كما أن المغرب يمتلك صناعة وطنية للأدوية الجديدة و الجنيسة ذات فعالية مباشرة على الفيروسات ((AAD بتكلفة اقل بكثير على ما هو عليه في دول الشمال و تلك التي لا تتوفر على صناعة الأدوية الجنيسة. فيما قامت جمعية محاربة السيدا بتعبئة متطوعيها من أطباء ومتدخلين مجتمعاتيين لمجابهة وباء الالتهاب الكبدي "س" عبر التكوين المستمر وهم اليوم جاهزون للقيام بالكشوفات السريعة الخاصة بالالتهاب الكبدي "س"VHC ومرافقة الأشخاص المصابين للعلاج. كما عملت الجمعية على الترافع لدى الفرق البرلمانية لدمج تغطية الأشخاص المتعايشين مع VHC الذين هم في وضعية الهشاشة للأستفادة من هذا العلاج ضمن منظومةRAMED وقد تم دمج تكاليف هذه التغطية في القانون المالي لسنة 2019 وكذا 2020 . واردفت الجمعية قائلة: "رغم توالي ثلاث وزراء للصحة منذ اعتماد المخطط الوطني لمحاربة الالتهابات الكبدية، بدءا بالبروفسور الوردي الذي استقبل رئيس الجمعية واعدا إياه بإعمال المخطط الوطني للقضاء على الإلتهاب الكبدي "س" واعيد تجديد نفس الوعد من طرف السيد الوزير أناس الدكالي الذي اطلق صفقة لشراء الادوية الجديدة (ADD)، ليتم بعد ذلك الغائها، دون إعطاء أي تبرير واضح وعلني، بعد تحمل البروفسور أيت الطالب لمسؤولية الوزارة. ولحد الآن لم يتم إطلاق أي طلب عروض لشراء هاته الأدوية." وتابعت "ننا نثير الانتباه وندق ناقوس الخطر لكون الآلاف من المواطنين في انتظار هذا الدواء ولكون عدد منهم قد يفقدون الحياة بينما أخرون سيمرون لمراحل التشمع والسرطان. و الحالة هاته فإننا جد منشغلون لكون السيد الوزير لم يبادر بعد بإطلاق المخطط الوطني الاستراتيجي والذي يتضمن أساسا شراء الأدوية الجديدة حتى تنطلق حملات التشخيص, ولا بمحاورتنا، كمجتمع مدني، رغم مراسلاتنا المتكررة لمقابلته من أجل إيجاد حلول في إطار ما يفرضه عليه الدستور من عمل تشاركي مع المجتمع المدني."