أكدت وزارة الري المصرية، أن « القاهرة لا تزال على موقفها في ملف سد النهضة وما حدث ما هو إلا صياغة مختلفة جديدة متعلقة ببعض النقاط الفنية ». وقال المهندس محمد السباعي المتحدث الرسمي باسم وزارة الري المصرية، خلال تصريحات تليفزيونية، إن « إثيوبيا قالت إنها سوف تدرس الاقتراحات المصرية وسوف ترد في الاجتماع الأخير لمفاوضات سد النهضة »، مشيرا إلى أن « الاجتماع الأخير من المفاوضات سيكون الأحد القادم طبقا للجدول الزمني للمفاوضات ». وأوضح أن « يوم الاثنين القادم موعد عرض كل دولة لطرحها حول قضية ملف سد النهضة للاتحاد الافريقي »، مؤكدا أن « هناك اجتماع ثنائي وهذا الاجتماع سوف يكون بين المفوضين والمراقبين لاجتماعات سد النهضة وسوف يجلسون مع السودان وإثيوبيا ». وأضاف المتحدث باسم وزارة الري، أن « إثيوبيا ليس لها أي حق في أن تبدأ في ملء سد النهضة طبقا لاتفاقية إعلان المبادئ 2015 التي وقعت عليها »، موضحا أن « البند رقم 5 في اتفاقية إعلان المبادئ 2015 يفيد أنه لا يتم البدء في ملء سد النهضة إلا بالتوافق بين الدول الثلاث ». وقال إن « التصريحات الإثيوبية الخاصة بأنهم لن يضروا مصر، يجب أن تحول إلى اتفاق، وليس كلاما لدغدغة المشاعر »، لافتا إلى أن « ما تراه إثيوبيا ومتمسكة به أنهم أحرار في إدارة النيل الأزرق، ولا يعترفوا بحقوق لأي طرف أخر ». وكانت مصر، أعلنت عن تفاجئها باقتراح إثيوبي وصفته بالغريب مفاده تأجيل البت في النقاط الخلافية بعملية التفاوض الحالية على أن يتم إحالتها إلى اللجنة الفنية التي سوف يتم تشكيلها بموجب الاتفاقية من أجل متابعة تنفيذ بنود الاتفاق، وهو ما رفضته مصر شكلاً وموضوعاً. وكشفت وزارة الري والموارد المائية المصرية، عن عقد اجتماعين للفرق الفنية والقانونية من مصر والسودان وإثيوبيا لمحاولة تقريب وجهات النظر في النقاط الخلافية بشأن سد النهضة، في اليوم الثامن على التوالي للمحادثات برعاية الاتحاد الأفريقي وممثل الدول والمراقبين. وذكرت الوزارة المصرية، في بيان، أنه خلال اجتماع اللجنة الفنية طرحت مصر بعض الصياغات البديلة لمحاولة تقريب وجهات النظر بخصوص إجراءات التعامل مع حالات الجفاف الممتد والسنوات شحيحة الإيراد في كل من الملء والتشغيل، كما طرحت مصر رؤيتها بشأن قواعد التشغيل السنوي وإعادة الملء، وذلك في إطار محاولة لحلحلة النقاط الخلافية الفنية بين الدول الثلاث. وأكد وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندرغاشيو، مؤخرا أن بلاده « لن تتسبب في العطش » لأي طرف من الأطراف المعنية في ملف « سد النهضة »، وذلك بعد ساعات من إعلان حكومته بدء ملء سد النهضة هذا الشهر بدون موافقة مصر والسودان. وأضاف أندرغاشيو، في مقابلة مع قناة « العربية »: « يجب على دول المصب ألا تخاف على تدفقات المياه »، معتبراً أن « هناك مبالغات ومطالب غير صحيحة من الجانب المصري » في هذا الشأن. ورأى أن « التفاوض بحسن نية هو الحل الوحيد لقضية سد النهضة »، معربا عن « تقدير إثيوبيا لدور أمريكا كمراقب وليس كوسيط في أزمة سد النهضة ». وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قال إن بلاده سوف تبدأ ملء خزان سد النهضة للاستفادة من موسم الأمظار الغزيرة، مشددا على أنه لن يلحق بمصر أي ضرر. وقال آبي، في كلمة له أمام البرلمان، « خلافنا مع مصر حول فترة التشغيل وملء السد سيحل في البيت الأفريقي » مضيفا « لن نضر بمصر وسنبدأ ملء السد للاستفادة من موسم الأمطار الغزيرة ». من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية المصرية، المهندس محمد السباعي، في تصريحات خاصة مع موقع قناة « العربية »، إن « الإثيوبيين لو كانوا صادقين لوقعوا على أي اتفاق تم من قبل، لكنهم يطلقون تصريحات إعلامية للاستهلاك وتضييع الوقت، وكلما اقتربنا من لحظة التوقيع على اتفاق يتنصلون من التزاماتهم ». وكالات