اعتبرت الحكومة اليونانية الجمعة أن قرار القضاء التركي الذي يفتح الطريق أمام تحويل كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، « استفزاز للعالم المتحضر ». وقالت وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني في بيان إن النزعة « القومية التي يبديها الرئيس (التركي رجب طيب) إردوغان تعيد بلاده ستة قرون إلى الوراء ». من جهتها عبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الجمعة عن أسفها لعدم إصغاء القضاء التركي إلى « مخاوف ملايين المسيحيين »، وسماحها بتحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد. ونقلت وكالة الأنباء الروسية « إنترفاكس » عن المتحدث باسم الكنيسة فلاديمير ليغويدا قوله « نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين ». عبر وزير خارجية فرنسا، جان-إيف لودريان، عن أسف بلاده لتحويل السلطات التركية متحف آيا صوفيا إلى مسجد، ملقيا الضوء على أن هذه الخطوة تضع تساؤلات حول علمانية البلاد. جاء ذلك في بيان للوزير الفرنسي، قال فيه إن « فرنسا تأسف لقرار مجلس الدولة التركي بتغيير وضع متحف سانت صوفيا ومرسوم الرئيس أردوغان بوضعه تحت سلطة مديرية الشؤون الدينية.. هذا القرار يثير تساؤلا حول أحد أبرز رموز المعاصرة، تركيا العلمانية ». وأضاف لودريان أن رمز الحرية الدينية والتسامح والتعددية الذي قدمته آيا صوفيا ضمن قائمة مواقع الإرث العالمي « يجب المحافظة عليه ». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة فتح كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول أمام المسلمين لأداء الصلاة، وذلك في أعقاب إبطال محكمة تركية وضعها الحالي كمتحف. وقال إردوغان في بيان نشر عبر تويتر، « تقرر أن آيا صوفيا ستوضع تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية وستفتح للصلاة ». وفتحت أعلى محكمة إدارية في تركيا الجمعة الطريق أمام تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في إسطنبول إلى مسجد، بإبطال وضعها الحالي كمتحف، وفق ما أوردت وسائل إعلام. ووافق مجلس الدولة التركي على طلبات قدمتها منظمات عدة بإبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 يعطي الموقع وضع متحف، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية. وبدأ مجلس الدولة النظر في القضية في 2 يوليو، وكان قراره مرتقبا في غضون 15 يوما. وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوجون أباطرتهم فيها. وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول. وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453، تم تحويلها إلى مسجد في 1453 ثم إلى متحف في 1935 بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك بهدف « إهدائها إلى الإنسانية ». ويثير مصير آيا صوفيا قلق اليونان وروسيا اللتين تراقبان عن كثب الإرث البيزنطي في تركيا، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةوفرنسا اللتين حذرتا أنقرة من تحويلها إلى مسجد، وهو ما يسعى إليه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان منذ سنوات. وكالات