قالت مديرة مكتب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالمغرب، غولدا الخوري، أول أمس السبت، إن ساحة جامع الفنا تساهم في صون التراث اللامادي الغني والمتنوع للمملكة. وأضافت الخوري، خلال مشاركتها في التظاهرة الثقافية والفنية المنظمة عن بعد "جامع الفنا مباشر"، أن "هذه الساحة التاريخية، المدرجة ضمن التراث الثقافي اللامادي منذ 2008 (الإعلام في 2001) والتراث العالمي منذ 1985 من قبل اليونسكو، تحكي كل تاريخ المملكة والمدينة الحمراء". وبعد أن شددت على الغنى الاستثنائي لهذه الساحة، باعتبارها فضاء للقاءات وتلاقح التقاليد الثقافية المتنوعة، دعت السيدة الخوري إلى إيلاء أهمية كبرى للفنانين الذين ينشطون الساحة، ذلك أن سمعة هذا الفضاء التاريخي والسياحي الكبير، تعود إلى فنانيه بشكل كبير. وعبرت المسؤولة الأممية عن سرورها لرؤية المنظمين إشراك "اليونسكو" في هذه التظاهرة، وذلك بفضل برمجة غنية تساهم في إشعاع هذه الساحة. من جانبه، أشار الباحث والمؤرخ، حميد التريكي، إلى أن ساحة جامع الفنا التاريخية استلهمت منذ قرون، الفنانين والكتاب من المغرب والخارج، مضيفا أن هذا الفضاء الودي استقطب عددا من الأجيال باعتباره مكانا للثقافة والترفيه. وبعد أن أبرز الوعي القوي بأهمية هذه الساحة في المجال الثقافي والسياحي والاقتصادي، اعتبر السيد التريكي أن مستقبلا واعدا ينتظر هذه الساحة. وتعد ساحة "جامع الفنا"، باعتبارها فضاء جذابا وتاريخيا ورمزا للسياحة بالمغرب، وجهة مفضلة لعدد من المغاربة، حيث تستقبل الساحة سنويا أزيد من مليوني زائر سنويا. وينظم منتدى مراكش الغد تظاهرة "جامع الفنا مباشر"، التي تشهد مشاركة حلايقية وفنانين معاصرين، وباحثين في التراث اللامادي. وساهم في إعداد مواد الحلقات، أثناء فترة الحجر الصحي 27 فنانا، بشكل تضامني، بالإضافة إلى الفرقة الفنية والتقنية، كما شارك 24 فنانا حلايقيا من خلال أعمال المخرج الألماني طوماس لادنبرغر. وينشط هذا الحدث الفني الافتراضي، الذي عبرت وسائل إعلام وطنية وعربية ودولية على متابعته، باحثون وخبراء في التراث اللامادي والفنون الشفهية.