على الرغم من كونه إجراء وقائيا تطلبه الوضع الصحي الذي أنتجه وباء كورونا، تصاعدت في الفترة الأخيرة المطالب في تونس لفتح المساجد مع اقتراب ليلة القدر التي يتوافد فيها المسلمون عامة والتونسيون خاصة إلى دور العبادة للدعاء إلى الله. أطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مطالبة بإعادة فتح المساجد، خاصة بعد توجه الحكومة التونسية إلى التخفيف من الحجر الصحي الموجّه وفتح محلات بيع الملابس والأسواق الأسبوعية وأسواق الدواب التي تتسم بالتقارب والاكتظاظ، وهو ما دفع عددا من المواطنين إلى المطالبة بتعميم هذه الإجراءات على المساجد تزامنا مع حلول ليلة القدر التي تحل في العشر الأواخر من شهر رمضان. عبد القادر بنصارية، واحد من التونسيين الذين لم يقتنعوا بدواعي استمرار غلق المساجد إلى اليوم، خاصة خلال شهر رمضان الذي اعتاد فيه ريادة المسجد عند كل صلاة، وبالأخص صلاة التراويح التي يواظب على أدائها يوميا برفقة أبنائه الثلاثة. واعتبر عبد القادر الذي تحدث ل « سبوتنيك »، أن « فتح المساجد في هذا الظرف الصحي لن يكون خطرا على المواطنين بالنظر إلى التزام المصلين بالجلوس في صفوف منتظمة وراء الإمام الذي يخطبهم، وهو ما يمنح إمكانية الحفاظ على هذا النظام مع توفير مسافة الأمان بينهم ». من جانبها تقول داودة مخلوف ل »سبوتنيك » إنها اعتادت الصلاة في البيت، ولكن شهر رمضان يمثل استثناء بالنسبة إليها، فهي تحرص على الذهاب إلى المسجد وترديد الصور القرآنية التي لا تقوى ذاكرتها على حفظها. وتضيف « اقتربت ليلة القدر ومن المؤسف أن لا نجتمع كعاداتنا لقراءة القرآن في المسجد والتضرع إلى الله لإزالة الوباء عن بلدنا والدعاء للمصابين بالشفاء ». واستغربت داودة من قرار الحكومة فتح الأسواق التي يزدحم فيها الناس دون أخذ التدابير الوقائية اللازمة، بينما تغلَق أبواب المساجد أمام المصلين خلال الشهر الفضيل. وتحتل ليلة القدر مكانة كبيرة لدى التونسيين من الناحية الدينية والاجتماعية، إذ يحرصون فيها على الإكثار من الصلاة والدعاء والاستغفار داخل أروقة المساجد التي يختمون فيها القرآن بعد آذان المغرب، ويختار كثيرون ختان أبنائهم في ليلة القدر أو عقد القران أو الخطوبة تبركا بها.