أصبح الجميع مولعاً بغسل كل شيء بالماء والصابون وربما تعقيمه بالكحول مع انتشار فيروس كورونا، لكن إذا كنت تفعل الأمر نفسه مع الفاكهة والخضراوات فعليك أن تتوقف لأن هذا يضرك أكثر مما ينفعك، وفي الحقيقة، ينصح خبراء سلامة الأغذية بعكس ذلك. بالرغم من أن الصابون عنصر أساسي في المطبخ، وبرغم فاعليته في منع انتشار الفيروس، فإنه مصمم لتنظيف الأسطح واليدين، ولا تُصاغ تركيبته لاستخدامه في غسل الفاكهة والخضراوات، ما يعني أن تنظيف التفاح بالصابون ليس فكرة جيدة، حتى إذا كنت مهتماً بتقليل انتقال الفيروس. ولتعلم ما ينبغي فعله وما ينبغي عدم فعله بمنتجات التنظيف، قدم موقع HuffPost الأمريكي مجموعة من نصائح خبراء في سلامة الأغذية بهذا الصدد: لماذا لا تعد فكرة غسل المنتجات بالصابون فكرة جيدة؟ يمكن لتناول الصابون أن يسبب الغثيان والقيء والإسهال وأشكالاً أخرى من اضطراب الجهاز الهضمي. ولا يقتصر أثره على الأعراض غير السارة فحسب، بل ثمة أعراض تحاكي بعض أعراض كوفيد-19، وقد يتسبب ذلك في ذهابك إلى المستشفى، مما يشكل ضغطاً لا داعي له على مرافق الصحة والعاملين في الرعاية الصحية المثقلين بالأعباء بالفعل. يحدث اضطراب الجهاز الهضمي بشكل عام بعد تناول الصابون بكميات كبيرة نسبياً، لكن خبراء سلامة الأغذية يقولون إن غسل منتجاتك بالصابون ليس فكرة جيدة برغم ذلك؛ إذ يمكن أن يؤثر استخدام الصابون على نكهة طعامك. كما تشير وزارة الزراعة الأمريكية في قائمة حقائق على الإنترنت إلى أنه "يجب على المستهلكين عدم غسل الفواكه والخضراوات بمنظفات أو صابون. فهذه المنتجات غير مرخصة أو مصنفة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام مع الأطعمة. وقد تبتلع بقايا الصابون أو المنظفات التي قد يمتصها المنتج". يُشبِّه دون شافنر، أخصائي الإرشاد في مجال العلوم الغذائية وأستاذ متميز بجامعة روتجرز، استخدام الصابون مع المنتجات باستخدام بندقية من طراز BB لقتل ذبابة، إذ قال: "قد تنجح، لكنها ليست أفضل أداة على الأرجح". إن كان الصابون لا يُنصح به، فبماذا أستطيع تنظيف الثمار؟ في عالم يبدو فيه كل شيء معقداً بشكل متزايد، يعد تنظيف ثمارك بسيطاً للغاية. فكل ما عليك فعله هو فرك منتجاتك بلطف أثناء شطفها بالماء الجاري. فقد صرَّحت إدارة الغذاء والدواء في ورقة إرشادية منشورة على الإنترنت: "ليست هناك حاجة لاستخدام الصابون أو غسول ثمار الخضراوات والفاكهة". بالنسبة للمنتجات الصلبة مثل البطيخ والخيار والجزر والأفوكادو، يمكنك إضافة استخدام فرشاة تنظيف نظيفة، لكن ذلك قد يضر بالمنتجات الألين. أوضح بن تشابمان، أستاذ وأخصائي الإرشاد بمجال سلامة الغذاء بجامعة ولاية نورث كارولينا، أنه استناداً إلى أبحاث متعلقة بالأمراض المنقولة عبر الطعام والفيروسات الأخرى، يمكن إزالة ما بين 90% و99% مما يوجد على الثمار بالمياه الجارية، مؤكداً أنه لا يمكن فعلاً الوصول إلى ما هو أفضل من ذلك من خلال إضافة أي شيء إلى الماء. ذلك لأن الميكروبات قد تلتصق في بعض الأحيان بشقوق الفاكهة أو الخضراوات وأجزاء أخرى منها لا يمكن للماء الوصول إليها، وإضافة الصابون لا يقدم أي فائدة إضافية على استخدام الماء وحده. ونظراً لعدم وجود دليل حالياً على أن كوفيد-19 ينتشر عبر الطعام، فلا تزال إرشادات غسل الثمار على حالها كما لو أننا لم نواجه جائحةً، فقط عليك غسل يديك جيداً بالماء الدافئ والصابون قبل وبعد إعداد الخضراوات والفاكهة، وإزالة الأجزاء التالفة أو الداكنة قبل التحضير أو الأكل، وشطف المنتجات قبل التقشير أو التقطيع، وتجفيف المنتجات بعد غسلها والتخلص من الأوراق الخارجية من الخس والكرنب. هل تؤثر حرارة المياه؟ أفضل شيء هو شطف منتجاتك بالماء البارد؛ لأن الماء الساخن قد يؤدي إلى الذبول أو التلف. ومع أن الكثير من الناس ينجذبون إلى شطف منتجاتهم بالماء الدافئ أو الساخن على أمل أن يقتل ذلك الفيروس، يتطلب قتل أي فيروس أو بكتيريا ماءً ساخناً بدرجة ستؤدي إلى طهي منتجك أو إتلافه وحرق يديك. هل يجب أن أغسل الثمار بمجرد أن أصل إلى المنزل أم قبل استخدامها مباشرة؟ يقترح تشابمان شطف الفاكهة والخضراوات قبل تناول الطعام وليس فور عودتك من المتجر، لأن شطف الثمار فوراً قد يؤدي إلى تلفها بشكل أسرع. ويوضح أن هناك مركبات نشطة في الثمار تحفظها من التعفن وتُزال هذه المركبات عند شطفها. لكن إذا كان غسلها فور عودتك إلى المنزل يطمئنك، فلا بأس. هل يعد استخدام غسول خاص للخضراوات والفاكهة فعالاً؟ قال شافنر إنه من المحتمل أن يكون غسول الثمار آمناً وفعالاً، ولكن كثيراً منها لم تُختبر بطريقة علمية دقيقة، لذلك من الصعب القول ما إذا كان ذلك أكثر فاعلية في إزالة البكتيريا والفيروسات مقارنةً بمجرد الشطف بالماء. وأضاف: "وبالطبع لم يُقيم أي شيء إزاء فيروس كورونا المستجد". هل يمكنني صنع خلطاتي الخاصة لغسول الخضراوات والفاكهة؟ تتطلب العديد من خلطات غسول الفاكهة والخضراوات التي يمكنك أن تصنعها بنفسك خليطاً من الماء والخل ومستخلص بذور الجريب فروت أو عصير الليمون، وصودا الخبز. قال تشابمان إنه لا ضرر في استخدام هذه الخلطات، ولكن قد ينتهي بك الأمر بثمارٍ لها مذاق الخل. علاوة على ذلك، تعد الخلطات أغلى من استخدام المياه وحده، ولا يوجد دليل على أن الخل فعالٌ في تدمير فيروس كورونا المستجد. نظراً لعدم وجود أي بحثٍ يدل على انخفاض خطر انتقال هذا المرض عند استخدام خلطة غسول منزلية الصنع، لذا، قد يكون من الأفضل أن تنفق أموالك في مواضع أخرى. هل أحتاج إلى ترك الثمار خارج منزلي قبل إحضارها إلى الداخل؟ ليس هناك الكثير من الأدلة التي تثبت أن ترك الثمار وأغراض البقالة الأخرى خارج المنزل لبضعة أيام أمر ضروري أو فعال في الحد من انتقال الفيروس. يشير تشابمان إلى أنه لكي يكون هذا فعالاً، سيتوقف الأمر على عوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة النسبية وما إذا كان الفيروس موجوداً على الطعام. حتى هذه اللحظة، ليس لدينا أي دليل على أن الطعام هو وسيلة لنشر مرض كوفيد-19، لذلك من الصعب القول إذا كان ترك الطعام لثلاثة أيام في الهواء الطلق أو في مرآبٍ سيشكل فارقاً. استناداً إلى ما نعرفه عن انتقال فيروس كورونا، فإن لمس الثمار يجب أن يكون مصدر قلق أقل مقارنة بأن نكون على مقربة من الأشخاص المصابين بالفيروس، مثلما هو الحال في أسواق البقالة التي ينتشر فيها المرض على الأرجح من خلال قطيرات الجهاز التنفسي أكثر من انتشاره على الأطعمة وغيرها من الأسطح، لذا اعطِ اهتم بالتباعد الاجتماعي.