رفع المغرب من دينامية افتتاح تمثيليات دبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتعد بوروندي سادس بلد يفتتح تمثيلية دبلوماسية له بالعيون بعد جمهورية جزر القمر المتحدة وكوت ديفوار وساوتومي وبرنسيب والغابون وجمهورية إفريقيا الوسطى. وسط استمرار فتح القنصليات في الأقاليم الجنوبية، وجهت جبهة « البوليساريو » الانفصالية، تهديدات للدول الإفريقية، التي فتحت تمثيلياتها الدبلوماسية في مدن العيون والداخلة. إذ قال القيادي الانفصالي محمد محمود الشيخ، في حديثه لوكالة الجزائر، إن الجبهة الانفصالية ستتخذ « التدابير اللازمة خلال أيام فيما يخص الدول القليلة، التي فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية ». ووجهت الجبهة اتهامات للدول الإفريقية بالخرق السافر لمواثيق الاتحاد الإفريقي، زاعما أن هذه الدول لا تملك رعايا في الأقاليم الجنوبية، ولا سفارات في الرباط. وبعد مهاجمة الدول لجأت الجزائر والبوليساريو لدعم مجلس الأمن الدولي، لانتزاع رد فعل سلبي تجاه استقرار قنصليات إفريقية بالأقاليم الجنوبية، وحول مسألة ترسيم المملكة لحدودها البحرية، وهو الأمر الذي فشلت فيه، خلال الجلسة التي عقدت يوم الخميس الماضي، حول تطورات الأوضاع بالصحراء المغربية. استغلال كورونا وفشل البوليساريو. أوضح محمد شقير، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي، أن « اعتبار أمين مجلس الأمن الدولي، فتح قنصليات بمدن الجنوب، يدخل ضمن التدبير السياسي للسلطات المغربية لشؤونها السيادية الداخلية، وجه ضربة سياسية قاصمة للطرف الجزائري وجبهة البوليساريو، اللذان لم ينجحا بالخروج بأية توصية لصالحهما بهذا الشأن ». هذا القرار يؤكد شقير في تصريح ل »فبراير »، « سيشجع دول أفريقية وغير افريقية لفتح قنصليتها بهاتين المدينتين، مما سيضفي شرعية إقليمية ودولية، على سيادة المغرب على اقاليمه الصحراوية، سيما بعدما كرس سيادته على مجاله البحري بعد المصادقة على ترسيم الحدود البحرية المحاذية لجزر الكنار ». وأشار الباحث الاكاديمي أنه « أمام هذا الخطر الوبائي المحدق وما خلف من أضرار بشرية واقتصادية وتوقيفه للحركة السياحية والتجارية عبر العالم، فكان من المنتظر ألا يتم الالتفات الى التدخل الجزائري بشأن فتح بعض الدول الافريقية وقنصلياتها في كل من العيون والداخلة ». وشدد شقير في حديثه مع « فبراير »، أن « النظام الجزائري وقيادة جبهة البوليساريو، قد بلغ بها حد الحقد الشخصي والذاتي، إلى عدم الالتفاف إلى دقة اللحظة الدولية المتمحورة بالأساس حول مواجهة فيروس كورونا الدولي الذي أصبح المشكلة الرئيسية في أجندات كل الدول الكبرى. »