على الرغم من تهديدها باللجوء إلى الاتحاد الإفريقي احتجاجاً على استقرار قنصليات إفريقية في الصحراء المغربية، فإن الجارة الجزائر ومعها جنوب إفريقيا فشلتا في ثني دول القارة السمراء عن افتتاح قنصلياتها بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وكانت الخارجية الجزائرية استدعت سفيرها بجمهورية كوت ديفوار للتشاور، عقب فتح هذا البلد الإفريقي قنصلية له في مدينة العيون المغربية، وأصدرت قبلها عدة بيانات تندد بافتتاح تمثيليات إفريقية في مدن الصحراء. ولوحت الجزائر باستعمال ورقة الاتحاد الإفريقي عن طريق جنوب إفريقيا، التي تترأس المنظمة هذه السنة، لإصدار قرارات ضد افتتاح قنصليات إفريقية بالصحراء؛ لكن عشرات بلدان الإفريقية تجاهلت هذه التهديدات، ولم تعد تقبل الوصاية في نزاع الصحراء. وكشفت مصادر هسبريس أن دولة بوروندي قررت افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون المغربية في غضون الساعات المقبلة، ويرتقب أن تُفتتح قنصليات إفريقية أخرى في مدينة الداخلية. ونجح المغرب، إلى حدود اليوم، في إقناع ست دول إفريقية بافتتاح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية للمملكة؛ آخرها قنصلية جمهورية الكوت ديفوار في العيون، قبل أيام. وفي مدينة العيون، افتتحت قنصليات كل من جزر القمر والكوت ديفوار، والغابون وساوتومي وإفريقيا الوسطى؛ بينما جرى افتتاح قنصليتين لكل من غينيا وغامبيا في مدينة الداخلة المغربية. وترفض الدول الإفريقية الرافضة لاستغلال ملف الصحراء سياسياً وصاية الجزائروجنوب إفريقيا عليها؛ وهو ما عبر عنه وزير الاندماج الإفريقي وإيفواريي الخارج بشكل واضح، عندما أكد أن "كوت ديفوار تتمتع بحرية القرارات وترفض جميع الإملاءات المتعلقة بتوجهها في العلاقات الدولية"، مضيفا أن "فتح قنصلية عامة بالعيون يعتبر قرارا سياديا يتوازى مع قناعات كوت ديفوار الدبلوماسية المتجذرة في التاريخ". وقال الوزير الإيفواري، في الندوة الصحافية التي جمعته بنظيره ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج: "في الأعراف الدبلوماسية لبلادنا، لا نقبل تقديم الدروس والمواعظ في السياسة، ولا نقبل تدخل أطراف أخرى في قراراتنا السيادية مع دول حليفة كالمغرب". وتُعول جبهة "البوليساريو" على الجزائر للضغط على الدول الإفريقية التي افتتحت قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية؛ وهو ما عبر عليه قيادي في الجبهة الانفصالية، من خلال تأكيده أن "ملف الصحراء هو مقياس حرارة العلاقة بين الجزائر ودول أخرى".