ات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في طريقه للشفاء من فيروس كورونا المستجد مع نقله إلى جناح آخر في المستشفى الجمعة بعد ثلاثة أيام أمضاها في وحدة العناية المركزة في وقت سجلت بريطانيا لاول مرة قرابة ألف حالة وفاة جراء الفيروس القاتل. وخرج الزعيم البالغ من العمر 55 عاما من وحدة العناية المركزة بمستشفى سانت توماس في لندن مساء الخميس، وستتم مراقبته عن كثب خلال ما وصفها مكتبه بأنها « المرحلة الأولى من تعافيه ». وقال المتحدث باسم مكتبه في 10 دوانينغ ستريت إنّ « رئيس الوزراء بات بوسعه المشي لمسافات قصيرة بين أوقات الراحة كجزء من الرعاية التي يتلقاها للمساعدة في تعافيه ». وأكّد المتحدث أنّ « معنوياته (جونسون) مرتفعة جدا ». وتتناقض أنباء تحسن حالة جونسون مع الأرقام الرسمية الأخيرة التي أظهرت أنّ وفيات فيروس كورونا المستجدّ بلغت 980 حالة في أخر 24 ساعة، وهي أعلى حصيلة يومية منذ تفشي الوباء. وبذلك ارتفعت الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى قرابة ثمانية آلاف وفاة، فيما قفز عدد الحالات المريضة المؤكدة في البلاد لنحو 74 ألف حالة إصابة. ويعتقد أن الأرقام تعكس جزءاً من العدد الفعلي للإصابات. ورغم الأرقام المتشائمة برزت مؤشرات عن أن تدابير التباعد الاجتماعي الصارمة التي بدأ تطبيقها في 23 آذار/مارس، قد تكون بصدد بدء إظهار نتائج إيجابية. وقال المدير الطبي في أجهزة الرعاية الصحية الوطنية الحكومية في بريطانيا ستيفن بويس « بدأنا نرى فوائد التباعد الاجتماعي هذا ». وقال لبي.بي.سي « نعقد فعلا أن هذا الفيروس يتفشى بوتيرة أقل ». لكن بويس أكد أنه « من المهم جدا » أن يستمر المواطنون في الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي في عطلة عيد الفصح المطولة وسط توقعات الأرصاد بطقس جيد. وقال « ما زال من السابق لأوانه أن نكون على ثقة أكيدة بأننا بصدد تخطي الأزمة ». وتابع « يجب أن نحرص تماما وكليا على الالتزام جميعا بالتعليمات الصادرة لنا ». وحضت الحكومة المواطنين على البقاء في منازلهم خلال عطلة عيد الفصح. – « فترة للتكيّف » – وجونسون أرفع مسؤول حكومي يصاب بفيروس كورونا المستجد. وأدخل المستشفى الأحد وسط قلق إزاء استمرار معاناته من السعال والحمى بعد 10 أيام أمضاها في العزل الذاتي في شقة فوق مكتبه في داونينغ ستريت. وفي العناية المركزة تلقى رئيس الحكومة المحافظ « علاجا عاديا بالاكسيجين » ولم يستلزم وضعه على جهاز تنفس اصطناعي. لكن نقله إلى المستشفى في خطوة غير مسبوقة تتعلق برئيس حكومة خلال فترة طوارئ وطنية في التاريخ المعاصر، هز بريطانيا وأثار صدمة في أنحاء العالم. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج جونسون من وحدة العناية المركزة بأنه « تطور إيجابي جدا ». وقال والده ستانلي جونسون السبت أن عليه الآن « أن يرتاح »، بعد أن واصل الأسبوع الماضي العمل خلال فترة العزل الذاتي. وقال أبوه لإذاعة بي.بي.سي « عليه أن يأخذ وقته ». وأضاف « لا أعتقد أن بإمكان أحد الخروج من هذا والعودة فورا إلى داونينغ ستريت وتولي زمام الأمور من دون فترة تكيّف ». وينوب وزير الخارجية دومينيك راب عن رئيس الحكومة في غيابه. وترأس راب اجتماعا طارئا جمع أبرز الوزراء الجمعة، لمناقشة إجراء مراجعة رسمية لتدابير العزل للأسبوع القادم. والاجراءات التي فرضت أساسا لثلاثة أسابيع، يتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر على الأقل. وقال الاستاذ في جامعة إمبيريال كولدج نيل فيرغوسون، وهو أيضا أحد الخبراء الذين تستشيرهم الحكومة حول فيروس كورونا المستجد، إن الاجراءات على ما يبدو تعمل بشكل أفضل من المتوقع. لكنه نبه إلى الحاجة لمزيد من الأدلة بشأن تفشي الوباء، قبل البد في تخفيف الإجراءات. وقال لإذاعة بي.بي.سي « هناك بعض الأدلة الأولية … عن انكفاء أكبر في السلوك العادي والمخالطة، مما كنا نأمل به ». وأضاف « إنها أخبار جيدة لكن لا يزال علينا أن نرى انعكاس ذلك في تراجع عدد حالات الإصابة ».