لندن, 7-4-2020 - أثار إدخال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المصاب بفيروس كورونا المستجد إلى العناية المركزة صدمة الثلاثاء في بريطانيا حيث تواصل الحكومة التصدي للوباء الذي يتزايد انتشاره يوما بعد يوما في البلاد. شخصت إصابة جونسون (55 عاما) بفيروس كورونا المستجد في 27 مارس لكن ادخاله المستشفى يثير قلقا شديدا في بريطانيا، إحدى الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا، مع تسجيل حوالى 5400 وفاة واصابة أكثر من 50 ألفا رسميا. وقال مايكل غوف وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "رئيس الوزراء تلقى الاوكسجين ولا يزال تحت المراقبة لكنه لم يوصل بجهاز تنفس اصطناعي". وتولى تسيير شؤون الحكومة وزير الخارجية دومينيك راب محل جونسون، رئيس الدولة او الحكومة الوحيد في دولة عظمى يصاب الفيروس والذي واصل إدارة شؤون البلاد من جناحه في داونينغ ستريت حيث كان يخضع لحجر صحي الى حين إدخاله المستشفى الاحد لاجراء "فحوصات". لكن وضعه تدهور ونقل مساء الاثنين الى العناية المركزة في مستشفى سانت توماس قبالة البرلمان في وسط لندن. رغم ان رئيس الوزراء لا يعاني من مشاكل صحية أخرى، فان وضعه الصحي يثير قلق البريطانيين. وأعلنت خطيبته كاري سيموندز (32 عاما) الحامل أنه ظهرت عليها أيضا عوارض كوفيد-19. وقالت ميكاييلا ماكغويغان في لندن لوكالة فرانس برس "أفكر بشكل خاص بخطيبته الحامل. ... لا أتفق معه سياسيا لكنني أتمنى له الأفضل لانه أمر مرعب لأي عائلة". من جهته قال مارك جيليس "أنه أمر مثير للصدمة، يظهر أن المرض قد يصيب أي شخص. ... لعله مثال لتوعية أولئك الذين لا يأخذون الوضع على محمل الجد". وقالت لوس اشليه وهي طبيبة "قد يثني هذا الأمر الناس عن التوجه الى المتنزهات او رؤية أصدقائهم". فرضت بريطانيا أعلنت الإغلاق التام في 23 مارس بعد تردد، لكنها تبدي مرونة في خروج الناس من منازلهم خاصة لممارسة الرياضة. ولا تزال متنزهات لندن مفتوحة وتبدو في بعض الاحيان مزدحمة مع تحسن الطقس. واجه جونسون الذي فاز في الانتخابات التشريعية في ديسمبر على أساس وعد بتطبيق بريكست، انتقادات في هذه الأزمة غير المسبوقة لانه تأخر في فرض اجراءات العزل. حتى استخف في مطلع مارس بانتشار الفيروس عبر قوله إنه "صافح الجميع" بينهم مرضى بكوفيد-19 خلال زيارة الى مستشفى. وتلقى جونسون برقيات دعم من العالم أجمع، من صلوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصولا الى تمنيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال "أنا واثق من أن طاقتكم وتفاؤلكم وحسكم الفكاهي ستساعدكم في التغل ب على المرض". ودومينيك راب الذي يتولى رئاسة الحكومة مؤقتا تعهد بمواصلة مكافحة الوباء. وترأس صباح الثلاثاء الاجتماع اليومي الطارىء الذي يضم وزراء وأبرز رؤساء قطاعات الصحة وأبرز مستشار علمي. وقال مايكل غوف لهيئة الاذاعة البريطانية إن "عمل الحكومة متواصل" مضيفا "نعمل معا لتطبيق الخطة التي وضعها رئيس الوزراء لضمان تمكننا من تعبئة كل موارد البلاد في مكافحة هذا العدو الذي لا يمكن رؤيته". وأبلغت الملكة اليزابيث الثانية بالوضع الصحي لجونسون كما أعلن قصر باكينغهام. وفي رسالة خطية أشادت الملكة (93 عاما) التي تقيم حاليا في قصر ويندسور قرب لندن "بالتزام وتفاني" الطواقم الطبية "في الظروف الأكثر صعوبة".