لا شك بأن المغرب انتهج سياسة وقائية وتسابقية ضد تفشي وانتشار وباء كوف 19، وكبرى وسائل الإعلام الغربية قد أشادت بذلك. منذ ساعات قليلة، وفي إطار الظروف الإستثنائية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد، جاء قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإطلاق سراح 5654 سجين، الذين تم انتقائهم حسب معايير جد مظبوطة تأخذ بعين الإعتبار الوضعية الصحية والإجتماعية للسجناء، بالإضافة الى سنهم وحسن سلوكهم خلال مدة اعتقالهم. وتنفيذ العفو سيتم تدريجيا، والمفرج عنهم سيخضعون للحجز بمنازلهم. وبذلك تدخل الفرحة الى الاف من العائلات المغربية. وهذه الإلتفافة الملكية تدخل في إطار مواجهة التحديات الراهنة. ومن بين المحطات المهمة أيضا في الإ ستراتيجية المغربية، تم إحداث صندوق خاص بتدبير جائحة كورونا تنفيذا للتعليمات الملكية، يوم الثلاثاء 17 مارس 2020، وكان المغرب من السباقين في هذا الأمر، ولقي استجابة واسعة من المسؤولين والشركات والأفراد الذين قدموا تبرعات قيمة في مقدمتهم صاحب الجلالة الذي ساهم با 2 مليار درهم من ماله الخاص. مع العلم بأن موارد هذا الصندوق موجهة لتغطية النفقات المتعلقة بتأهيل المنظومة الصحية ودعم الاقتصاد الوطني والنفقات المتعلقة بالحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعيات لهذه الجائحة. بعد ذلك تم الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية (الحجر الصحي والتباعد الإجتماعي) يوم الجمعة 20 مارس 2020 ، وسجل المغرب حينذاك 79 حالة من الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا. في محطة إنسانية أخرى كان صاحب الجلالة محمد السادس قد أعطى تعليمات صارمة للعناية بمرضى الكورونا فيروس، وتقديم لهم بوجبات غذائية ملائمة وبالقدر الكافي. ثم إن التسجيلات المرئية التي نشرت على المواقع الإجتماعية من طرف المواطنين لنساء ورجال الأمن في المغرب وهم يؤدون مهامهم في توعية وتحسيس المواطن المغربي بخطورة اللحظة، والسهر على تنفيذ الحجر الصحي قد ابهر الكل، وخاصة جاليتنا المغربية بالخارج، ما زادهم فخرا واعتزازا بملكهم وبوطنهم الأم. تلك الدموع التي أذرفها الشرطي المغربي وهو يتوسل المغاربة بالبقاء في منازلهم أبكت الكثير، ودعوة القائدة حورية لمواطني آسفي باحترام الحجر الصحي غزت المواقع الإجتماعية، وصور أخرى لأبطال يؤدون واجبهم المهني والإنساني. هي صور ستبقى خالدة في ذاكرة الشعب المغربي. كل هذا يدل على أن البعد الإنساني له مكانة الصدارة في استراتيجية المغرب لمحاربة انتشار الكورونا تحت قيادة عاهل البلاد. الحسن بلعربي أستاذ جامعي بإسبانيا