قبل الإعلان عن أولى حالات الإصابة في فيروس كورونا المستجد، كان المغرب من بين الدول الأولى السباقة إلى اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية الاستباقية في مواجهة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم. الإجراءات التي أشرف عليه الملك محمد السادس بشكل مباشر، أعطت انطباعا طمأن المواطنات الموطنين، من قبيل اغلاق المجال الجوي، وتشكيل لجنة لليقظة الاقتصادية، بالإضافة إلى الإعلان عن صندوق خاص لمواجهة الفيروس. المجهودات المبذولة اقتصاديا وازتها، العديد من التدابير لتقوية قطاع الصحة، الذي أجمع الكل على أنه غير مستعد لمواجهة هذا النوع من الفيروسات في ظل الميزانية المخصصة له والموارد المرصودة لهذا القطاع الحيوي. وفي ظل هذا الإجراءات، خرج للإعلام مدير مديرية الأوبئة، محمد اليوبي، إلى جانب وزير الصحة، خالد ايت الطالب يقدموا كل المستجدات للعموم. اليوبي ومنذ أول ظهور إعلامي له شكل العلامة الفارقة في العملية التواصلية لوزارة الصحة، مما جعل من العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يشيدون بالمجهودات التي يقوم بها، بالإضافة إلى الكفاءة العالية التي أبان عنها. فمع توالي ازدياد الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد في المغرب، لاحظ جميع متتبعي الشأن الصحي والحالة الوبائية الارتجالية التي عملت بها وزارة الصحة في إيصال المعلومة الخاصة بتطور الوضع الوبائي بالمغرب، كما غاب عن الساحة الإعلامية مدير مديرة الأوبئة، محمد اليوبي. غياب اليوبي، والاضطرابات الحاصلة في التواصل الإعلامي داخل وزارة الصحة، جعل مساحة الشائعات تتسع، كما زاد من قلق المواطنين، وزاد كذلك من حدة التساؤلات المطروحة، عن السبب الحقيقي وراء كل هذا. وفي سياق متصل، كشف مصدر جد مطلع من داخل وزارة الصحة، على أن السبب الرئيسي في كل ما يقع بالقطاع هو التقاطبات غير المبررة بين وزير الصحة واليوبي، مضيفا أن الوزارة تعيش في هذه اللحظة، التي يجب أن يتحد فيها الكل، صراعا خفيا غير واضح المعالم، على حد تعبير المصدر. المتحدث ذاته، كشف ل »فبراير »، أن صراع وقع بين اليوبي وايت الطالب، حيث يتهم الوزير مدير مديرية الأوبئة بأنه تجاوز اختصاصاته، فيما يتهم اليوبي ايت الطالب، بأنه يسعى إلى تنحيته من منصبه بسبب الكفاءة التي أبان عنها في الآونة الأخيرة. يقول مصدرنا، إن أحد مستشاري الوزير، يخوض هذه الحرب بالوكالة، كما أن استطاع أن يجعل من نفسه الامر والناهي دون أي موجب قانون، بل تطاول حتى على الاختصاصات غير موكولة إليه، وخصوصا ما يتعلق بالاعلام. ويشير متحدث ذاته، إلى أن الخروقات العديدة التي قام بها المستشار المذكور، أدت بالمسؤول الإعلامي في ديوان وزير الصحة، إلى تقديم استقالته، حيث حتى البلاغات التي كان يصوغها في سابق، حولت إلى ندوات يومية، لا مجال له للتدخل فيها. وأكد ذات المصدر، على أن حضور اليوبي، اليوم في الندوة اليومية المخصصة لتقديم الحصيلة الوبائية، ما هو إلى تغطية على الصراعات الحقيقة التي تعيشها الوزارة، واسكات للأصوات المتسائلة عن سبب استبعاد اليوبي.