تشهد الولاياتالمتحدةالأمريكية حرب كتب على بعد 3 شهور من الانتخابات الرئاسية، التي تجري يوم 4 نونبر 2012. وإذا كان الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما سيستفيد كثيرا من مصرع زعيم تنظيم القاعدة خلال ولايته الأولى، فإن كتابات جديدة من شأنها أن تنغص عليه «الفوز السهل» على غريمه الجمهوري، من بينها كتاب « يوم غير سهل إطلاقا» أثار الإعلان عن صدور كتاب يروي تفاصيل العملية التي قتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لعسكري سابق شارك في هذا الهجوم جدلا حادا في الولاياتالمتحدة في اوج الحملة الانتخابية الرئاسية. وقال ناشر الكتاب بعنوان «يوم غير سهل إطلاقا» (نو ايزي داي) الذي سيصدر في 11 سبتمبر، التاريخ الذي يرتدي حساسية كبرى في الولاياتالمتحدة أن الكتاب هو «رواية من مصدر مباشر للمهمة التي قتلت بن لادن». ومؤلف الكتاب الذي يستخدم اسما مستعارا هو مارك اوين، من العناصر السابقين في القوات الخاصة للبحرية (نيفي سيلز) وقاد واحدة من المجموعات التي هاجمت منزل أسامة بن لادن في أبوت أباد شمال باكستان في الثاني من مايو 2011 كما قال «داتن» فرع دار بنغوين الأميركية للنشر الذي يصدر الكتاب. وأضافت دار النشر أنه كان «أحد أوائل» الذين وصلوا إلى الطابق الثالث حيث كان يختبئ أسامة بن لادن و»كان حاضرا عند مقتله». وتابع المصدر نفسه إن الكتاب مكتوب بضمير المتكلم وكل أسماء العناصر الآخرين في القوات الخاصة تم تغييرها «حفاظا على أمنهم». ولم يكشف عن نشر الكتاب من قبل ولم تبلغ به وزارة الدفاع الاميركية (البنتناغون) ولا وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) وقال الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل لوكالة فرانس برس «لم أتمكن من قراءة الكتاب ولا علم لي بأن أي شخص في الوزارة اطلع عليه». وأكد الناطق باسم السي آي ايه برستن غولسن أيضا أنه «لم يعرض للمراجعة قبل نشره». ويفرض على العسكريين السابقين الذين يريدون نشر كتاب عرض مخطوطاتهم على السلطات العسكرية للتأكد من أنها لا تمس بالأمن القومي. وأكد ناطق آخر باسم البنتاغون الضابط جيم غريغوري لفرانس برس أنه يمكن إطلاق ملاحقات ضد المؤلف إذا تبين أن الكتاب يتضمن معلومات من هذا النوع. وسعت دار النشر التي تأمل في أن يحتل الكتاب رأس قائمة المبيعات وستطبع 300 ألف نسخة منه إلى طمأنة المنتقدين. وقالت كريستين بال الناطقة باسم داتن لفرانس برس إن «محاميا سابقا للقوات الخاصة راجع الكتاب». وأضافت أن المحامي قام بمراجعته «من أجل المعلومات الاستراتيجية والتقنية والإجرائية والمعلومات التي يمكن أن تعتبر سرية واستنتج أنه ليس هناك أي خطر على الأمن القومي». وامتنع البيت الأبيض عن الإدلاء أي تعليق. وكانت عملية تصفية أسامة بن لادن اعتبرت نجاحا بارزا في عهد الرئيس باراك أوباما، لكن سرية اسم مؤلف الكتاب الذي قالت داتن أنه شارك في 13 عملية انتشار في الحرب على الإرهاب، بدت معرضة للخطر الخميس. فقد كشفت محطة فوكس نيوز هويته وسنه (36 عاما) وقالت إنه يتحدر من آلاسكا واسمه الحقيقي هو مات بيسونت. وقال مسؤول في البنتاغون إن نشر هذه المعلومات «يثير القلق» مؤكدا أن أي شخص يحمل هذا الاسم قد يتعرض للخطر. وسيصدر الكتاب الذي شارك في تأليفه صحافي اميركي هو كيفن مورر في 11 سبتمبر في بريطانيا والبرازيل أيضا. من جهة ثانية، كشف كتاب آخر تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما ثلاث مرات عن الشروع في عمليات لقتل أسامة بن لادن. وحتى عندما قدم الضوء الأخضر أخيرا لتلك التي قتلت زعيم القاعدة فعلاً، كان ذلك بإصرار عنيد من وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون. هذه «الوقائع» - التي تصفها الصحف الغربية التي تداولت النبأ بأنها «صاعقة» - تأتي في كتاب جديد بعنوان»القيادة من الخلف: الرئيس المتردد والمستشارون الذين يتخذون القرار نيابة عنه»، لمؤلفه الصحافي ريتش مينيتر، وطُرح للبيع هذا الأسبوع في أمريكا. وكما يتضح من العنوان، فإن الكتاب يرمي لنسف الصورة التي يقدمها البيت الأبيض عن أوباما باعتباره القائد المتمتع بالقدرة على الحسم لدى الملمات. ويقدم مؤلفه عملية قتل بن لادن كأحد أسطع الأمثلة على مساعيه لتكذيب مقولة إن أوباما مضى قدمًا في تلك العملية رغم تردد مستشاريه ومخاوفهم، ويقول إن العكس هو الصحيح. ويستشهد مينيتر، الذي عمل سابقًا صحافيًا في كل من «وول ستريت جورنال» و»واشنطن تايمز» و»صنداي تايمز» البريطانية أيضًا، بمن يقول إنهم مصادر «من داخل قيادة العمليات الخاصة المشتركة». وتبعًا لهؤلاء فقد تراجع أوباما في اللحظات الأخيرة عن ثلاث عمليات لقتل بن لادن، في كل من يناير، فبراير و مارس 2011. وكان هذا سابقًا لعملية قتله فعلاً في الثاني من ماي من ذلك العام بمجمعه في أبوت اباد الباكستانية على يد وحدة القوات البحرية الخاصة»سيل».